بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبى الأمي الامين
علامات اخر الزمان ونهاية التاريخ
اضغط هنا للحصول على ملف المقال
—————————-
ان التاريخ أكثر من مجرد سجل لحفظ الاحداث والتغيرات المستمرة التى تقع فى بقاع شتى فى مختلف أرجاء العالم ولكن التاريخ يفسر نمط هذه التغيرات المستمرة من حولنا .
ان تحليل تغيرات الاحداث فى سجل التاريخ ينبع من رؤية شاملة للاحداث منذ البداية حتى نهاية التاريخ ومتابعة نمط التغيير والذى يجيب عن كثير من الاسئلة المزعجة .
-هل التغيرات التى تحدث فى العالم عشوائية أم أن هناك نمطا معينا للتغيير؟
– هل عملية التغيير المستمرة سوف تستمر للابد؟ أم أنه لابد أن تكون هناك نهاية واضحة وحدا لهذا التغيير المستمر، أم سيكون هناك نهاية للتاريخ ونهاية للزمان ؟.
– نظام عالمي اوروبي غريب وغامض يحكم الان العالم أجمع بقبضة حديدية والذي اوجد قوة له لا مثيل لها قائمة على ثورات علمية وتكنولوجية متواصلة فى جميع المجالات لم يسبق لها مثيل والتى غيرت العالم كثيرا ولكن هذة القوى الاوربية ترتكز على أسس الالحاد والانحلال الاخلاقى والفساد ؛ هذة القوى تمتلك أدوات خداع قوية تمكنها من ترويج الاكاذيب التى تظهر الباطل فى صورة حق والعكس بالعكس .
هذة القوى التى تروج الاكاذيب على الملأ لم تكتفى بذلك فقط بل تواصل دائما قمع وتهديد كل من يرفض هذه الاكاذيب أو يقاوم التغيير على طريقتها و بأسلوبها
– ان أكتساح الازياء الاوربية كل بلاد العالم تقريبا وأنتشار الثقافه العلمانيه والاغانى والافلام الموجهه لفكر معين حتى مناهجنا الدراسيه أيضا تدخلت فيها ثقافتهم وكذلك علاجاتنا وأمصالنا وأدويتنا تأتينا منهم وعلى طريقتهم ، لقد هجرنا كل ما هو سليم وفطرى فى ثقافتنا وتحللنا فى ثقافتهم
ان هذه القوى أسست حكومة عالمية موحده بأسم الديمقراطية لكنها فى حقيقة الأمر تفرض ديكتاتورية عالمية تلزم الجميع بأتباع قراراتها.
ان أتفاقيات التجارة الحرة تنشىء وتروج لاقتصاد ربوى يدمر مبادىء التجارة العادلة.
ان هذه القوى مزقت البشرية من خلال تقنينها للربا والذى يزيد من فقر الفقير ويؤدى الى أغتناء الغنى أكثر وأكثر وبالتالى تزيد الفجوة بين البشر فيزداد الفقراء معاناه وبالتالى يسهل السيطرة والتحكم فيهم من خلال العوز والاحتياج.
ان هذه القوى تحصد دخلا أقتصاديا مهولا ملطخا بالدماء بصفتها المقرض الاول للمال فى العالم كله بأمتياز.
ان هذه القروض الربويه المدمرة حقيقة للأقتصاد تأتى تحت أسم مساعدات دولية وذلك حفاظا لماء الوجه.
أن هذه القروض خدعه كبرى من دول تدعى أنها دول صديقة تمد يد العون
ان هذه القوى (الاوربيه)المتغطرسه لا تفترض تميزها الفكرى والثقافى والعرقى فقط ؛ أنها تفترض ان تقدم وتمدن وتحضر كل من هم غير أوربيين عبء كبير تقع مسئوليته على كاحلها وأن الجنس الابيض المتميز لابد أن يقود غير الاوربيين الى المدنية والتحضر الثقافى والذى يكمن فى الاختلاط والحريه الجنسيه والمثليه الجنسيه ومن ثم تدمير أسس الأسرة وتفكيك مفهوم الأحتواء العائلى والأسرى وتبدأ رحلة الفشل والتدمير الذاتى .
ان الطريقه الوحيده للتحضر من وجهة نظرهم هى بأتباع نمط الحياة الاوربى وهنا فقط يمكنهم أن يعترفوا بالتمدن والتحضر .
لقد عملت هذه القوى على انشاء تحالف غامض بين النصارى واليهود والذى كان يعتبر مستحيلا فى السابق ؛ ومن ثم يستخدم هذا التحالف النصراني الاوربى – اليهودي الاوربى من أجل تحرير الأرض المقدسه وأنشاء أسرائيل .
لا يوجد فى التاريخ ما يفسر هذا التحالف الغامض الاوربى النصراني – الاوربى اليهودى والذى أسس النظام العالمى ؛ هل يمكن أن يكون هذا التحالف علامة في اخر الزمان ؟ وعلامة من علامات الساعه ؟
هل يمكن لهذا النظام العالمى وهذه الحضاره المزيفه أن تستمر وتسود العالم للأبد ؟أم أن الاخلاق والمبادىء والحق والعدل والمساواه والحريه والأخاء والسلام لابد أن يتوج نهاية التاريخ ؟
. لقد كانت الفتره 1960 -1965 هى الفتره الاكثر أثارة لجميع الطلبه فى معهد الدراسات الاسلاميه فى كراتشى – باكستان حيث أن رئيس المعهد وأستاذى د محمد فضل الرحمن الانصارى – رحمه الله – نجح فى أقناع زميله المتميز د برهان أحمد فاروق أن يغادر مدينة لاهور وينضم لطاقم التدريس بمعهد كراتشى كان الدكتور فاروق والدكتور أنصارى زملاء فى الجامعه 1930(جامعة عليكرة) حيث درس الاثنان الفلسفه تحت رعاية وتوجيه الفيلسوف المسلم الرائع د سيد –ز- فاروق حسن .
كتب الدكتور فاروقي رسالة الدكتوراة في اميتافيزيقيا الاسلامية بعنوان ( ادراك المجدد للتوحيد ) وتعهد بشجاعة بعمل مقارنة حرجة بين نظرية محيي الدين بن عربي ( وحدة الوجود ) ونظرية الشيخ أحمد سر هندي ( وحدة الشهود ) لقد مر نصف فريد من الزمان على كتابة هذا الكتاب ولازال حتى الان هذا الكتاب علامة مميزة في علم الميتافيزيقيا الاسلامية الحديثة إن اطروحة الدكتور أنصاري كانت حول ( الاسس القرآنية وبنية المجتمع الاسلامي ) وجاءت في مجلدين ، ويظل هذا الكتاب معلم اساسي في الفلسفة الاخلاقية وأرشح هذين المجلدين القيمين لجميع قرائي المحترمين للاطلاع عليهما . تعليق: جاري ترجمة مجلدي كتاب الاسس القرانية.
هذان المفكران العملاقان تجادلا كثيراً ( دكتور فاروقي ، ودكتور أنصاري ) داخل المعهد وانتشرت مناقشاتهما في كل مكان وانفعلنا نحن الطلبة كثيرا لهذه الحوارات الساخنة مما حفزنا للبحث في الامر .
دكتور فاروقي علمنا الفلسفة الاسلامية في التاريخ وذلك لمدة عامين متواصلين قبل عودته الي لاهور بينهما كان الدكتور أنصاري ذا أفق بعيد والذي فتح لنا الباب الي مبادئ الفلسفة الاسلامية عبر التاريخ أو التصور الاسلامي لفلسفة التاريخ ومثل هذه الدراسة غائبة تماماً عن دار العلوم حاليا والتي تمثل منارة العلوم الاسلامية في عصرنا الحالي .
ومن فلسفة التاريخ هذه نستطيع أن ننطلق معاً في شرح وجهة نظر الاسلام في سير الاحداث عبر التاريخ مع توضيح علامات اليوم الاخير او اخر الزمان.
دعونا نبدأ بشرح تصور الاسلام لنهاية التاريخ وتصورة لنهاية العالم كموضوعين مختلفين إن نهاية العالم (يوم القيامة) سوف تحدث للأرض والسموات عندما تتبدل الأرض غير الارض والسموات غير السموات ويكون الزمان والمكان مختلفان وهذا هو يوم البعث والحساب ، بينما نهاية التاريخ سوف تحدث قبل نهاية العالم او يوم القيامة وفي نهاية التاريخ سوف يغلق باب التوبة والذي من خلالة نختار الطريق الذي يقودنا الى حياتنا في الاخرة الابدية وقد وفر الاسلام مجموعة ضخمة من المعلومات حول أحداث النهاية ( أي نهاية التاريخ ) ( وعلامات الساعة ) ولكن الله وحدة فقط هو الذي يعلم متى يوم القيامة. تعليق: الشيخ عمران في بداياته كان يستعمل مثل غيره من العلماء لفظ الساعه بدون تمييز بين اخر الزمان ويوم القيامة ، ومع تقدمه في دراساته حول اخر الزمان بدأ يفرق بين ساعة نهاية التاريخ وهي في اخر الزمان الذي سوف ينتهي بقتل الدجال وهلاك يأجوج ومأجوج وظهور الامام المهدي ونزول النبي عيسى ، وساعة يوم القيامة والبعث وهي ساعة نهاية العالم وتبديل السموات والأرض والبعث من القبور وحساب الخلق على ما فعلوه في دنياهم لينتهون الى الجنة او النار.
وقد كشف القرآن نفسة عن علامات الساعه الكبرى ونهاية التاريخ وأنها سوف تتضمن عودة المسيح عيسي بن مريم عليهما السلام .
إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ذكر أن عودة المسيح عليه السلام سوف تعني انتصار الحق على الباطل وسيادة العدل فوق الظلم والظالمين .
إن الحروب الاوربية علي الاسلام والتي بدأت بالحروب الصليبية الهمجية التي أظهرت وحشية ودموية وقهراً غربياً للاسلام والمسلمين حتى وصلت الى عدوانية شديدة وبربرية وسادية ووحشية شهدناها في العراق وأفغانستان ولذا فلابد أن تنتهي هذه الحروب وهي قدرا من الله تعالى ستنتهي بتدمير الظلم والظالمين.
إن الحضارة الغربية الملحدة سوف تدمر نفسها ذاتيا بأمراض الانحلال الأخلاقي التي صنعتها بنفسها .
إن جيشا اسلاميا لا يقهر سوف يخرج من خراسان ” أفغانستان “حاليا ” وما يجاورها من أقاليم ، هذا الجيش سوف يكتسح كل عقبة في طريقه لتحرير كل الاراضي المحتلة في طريقه حتى يصل الي القدس وهكذا سوف ينتهي التاريخ بالانتصار للاسلام .
على القارئ غير المسلم أن يسأل نفسة سؤالاً هاما .
– كيف سيكون حالي لو أن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي فعلاً من عند الله مثلة مثل ابراهيم وموسى وعيسى ؟ وكذلك لو أنه صادق بأن القرآن كتاب كريم من عند الله حقا وانه الكتاب الذى لم يتم تحريفة؟ .
– ملاحظة :-
وقت كتابة هذا المقال كانت المقاومة الاسلامية المسلحة ( في أفغانستان و العراق ) هي من تقف في مواجهة الظلم .
ولكنها ليست في أفغانستان أو العراق فقط أنها قادرة على الصمود لمدة 20 أو 30 سنة مستقبلاً الي أن يتحقق النصر .
أنا أشك ان هذه المقاومة سوف تحتاج اكثر من 20 أو 30 سنة حتى يتحقق لها النصر – ان النهاية وشيكة .
بسم الله الرحمن الرحيم
لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ صدق الله العظيم يونس64
إن كلمة الله لابد أن تتحقق وتسود في النهاية بلا شك .
قبل أن نكمل باقي المقال في هذا الكتاب وفي طريق حديثا عن العلامات الكبري وعلامات اخر الزمان في الاسلام دعونا نلخص وجهات النظر المختلفة بخصوص العملية التاريخية وحركة التاريخ في الهندوسية واليهودية والنصرانية.
– الهندوسية ترى أن حركة التاريخ دائرية وان الاحداث تتكرر في التاريخ بصورة دورية مستمرة.
– اليهودية ترى ان حركة التاريخ خطية رجعية والرؤية النصرانية تؤيد في ذلك ايضا ، بينما الحضارة الغربية ترى ان حركة التاريخ حركة الاحداث على ساحة التاريخ ، خطية تقدمية .
– ولكن الرؤية الاسلامية :- لحركة الاحداث على ساحة التاريخ تري انها موجية ” زجزاج ” تتكون من اخفاقات ونجاحات ، صعود وهبوط في الاخلاقيات ( صراعات بين الحق والباطل ) .
أولاً :- الرؤية الهندوسية لحركة الاحداث علي الساحة ونهاية التاريخ
تعتقد الهندوسية أن حركة الاحداث على مر التاريخ دورية – تعيد نفسها مرة بعد مرة وتبدأ من جديد – فعندما تنتهي دورة من الاحداث التاريخية تبدأ دائرة جديدة من الاحداث وتعيد نفس الاحداث القديمة .
يرى العديد من مفكري الهندوسية ان التاريخ الان عند نقطة تغلق فيها دائرة ( نهاية دورة تاريخية ) وتفتح فيها دائرة أخري جديدة أي أننا في نهاية عصر وعلى وشك البدء في عصر جديد .
ان الرؤية الهندوسية تقوم على فكرة أن جميع الانهار التي تتدفق على الارض تمتد الى بحر واحد فقط وعندما تصل جميع هذه الانهار الى هذا الاصل الواحد سوف تعود الحقيقة .
وعلى ذلك فالمعنى المفهوم ضمنياً هو أنه لا يمكن أن تنتهي دورة من دورات التاريخ دون تحقق هذا المعتقد .
فما هو المعتقد من وجهة النظر الهندوسية ؟ وماهي الآثار المترتبة على بقية الجنس البشري على افتراض ان المعتقد الهندوسي صحيح ؟ ! .
في موضوع مقالنا هذا سوف نحتاج لعرض واحد أو اثنين فقط من المعتقدات الهندوسية .
1- الهندوسية والارض المقدسة بهارات :-
إن اساس الهندوسية يقوم على الاعتقاد في أن أرض بهارات أرض مقدسة – وبهارات لا تشمل فقط الهند التي نعرفها بحدودها اليوم و في وقتنا الحاضر ولكن يقوم الاعتقاد في أن أرض بهارات المقدسة هي الارض المحيطة والاقاليم المجاروة للهند حالياً ، لقد مر عصر ذهبي كانت الهند امبراطورية شاسعه خضراء وتعتقد الهندوسية أن الالهه والالهات عاشوا متجسدين في صورة بشرية علي الارض بين الناس وحكمت هذه الالهه العالم من العاصمة المقدسة بهارات .
وتعتقد الهندوسية أن هذه الامجاد العظيمة لابد أن تعود وتسود العالم مرة آخري وتحكم الحقيقة الهندوسية الخالصة العالم من العاصمة بهارات المقدسة في نهاية التاريخ وأن هذا أمر ديني واجب ، إن ثمانية قرون من الحكم الاسلامي علي الارض المقدسة بهارات تلاها تقسيم هذه الاراضي الى باكستان مسلمة – وبنجلاديش مسلمة – وجزر مالديف مسلمة – وسيريلانكا بوذية – وقد سبب هذا التقسيم جرحاً كبيراً في قلب العقيدة الهندوسية ولابد أن يلتئم هذا الجرح وتعود كل هذه الاقاليم الى الهندوسية مرة أخري فيعود العصر الذهبي للهندوسية فتحقق الرؤية الهندوسية لمجرى الاحداث فتسود الهندوسية وتهيمن على الاراضي الهندوسية المقدسة كاملة غير مقسمة وعاصمتها بهارات وتحكمها السيادة الهندوسية المتمثلة في البراهما الهندوسية أقتصادياً وثقافيا وسياسيا ودينياً .
إن البراهما الهندوسية تؤمن بأن البشر خلقوا غير متكافئين والبشر ينقسمون لطبقتين أساسيتين – الطبقة الاولي طبقة النخبة وهي طبقة متميزة من المولد هي طبقة البراهما الهندوسية وهي أعلي الطبقات البشرية علي الاطلاق – أما باقي البشر والذين لم يولدوا براهما هندوس فهؤلاء أقل شأنا من الطبقة الاولى ويجب أن يخضعوا لهيمنه البراهما الهندوسية وبالتالي فالهندوسية تعمل على تحقيق هذا الاعتقاد على أرض الواقع وتلم شمل الاراضي التي كانت هندوسية فيما سبق – لهذا فان الحياة السياسية والاقتصادية والدينية في جنوب آسيا تسير في هذا الاتجاه حيث يعتقد أن نهاية دورة تاريخية لابد أن تنتهي النهاية السعيدة المرجوة بتحقيق لم شمل بهارات المقدسة وعودة السيطرة الكاملة للبراهما الهندوسية وقد أدى ذلك لظهور النزاعات القومية والدينية والتي تؤثر علي العلاقات الاقتصادية والسياسية مع غير الهندوس ” بخاصة المسلمين “.
ومع هذا التوجة الهندوسي لاستعادة الامجاد وتحقيق النهاية السعيدة ظهرت قضية مشتركة بينهم وبين اتجاهات أخرى معادية للاسلام في انحاء مختلفة من العالم .
ان الاسلام عقبة رئيسية تقف في طريق تحقيق معتقداتهم الدينية ، لذلك نجد الهند هي الحليف الاكثر استراتيجية لاسرائيل في العالم بعد أمريكا .
وهنا لا يجب أن نغفل أن بعض الهندوس يرفضون مبدأ هيمنة الهندوس أو تميزهم على البشرية أو تقسيم البشر علي أسس طبقية غير عادلة هؤلاء يرفضون ذلك يؤمنون بالعدالة والاخوة والمساواة التي لابد أن تسود في نهاية التاريخ ويؤمنون من وجهة نظرهم بإمكانية بناء الصداقات مع الآخرين وأن التحالف ممكن بين الهندوس وغير الهندوس كالمسلمين .
2- الهندوسية والتناسخ :-
بالاضافة الى الاعتقاد بأن حركة الاحداث تتحرك في دوائر ” دورية” فان المعتقد الهندوسي يقوم على الايمان بان الحياة نفسها دائرية فنحن نولد ، نعيش ، نموت ثم نولد من جديد أو نتناسخ .
لم يتواجد يوماً ، دليلاً واحداً يدعم الاعتقاد بالتناسخ ” تناسخ الارواح” ولو أن شخص في السويد ادعى أنه يتذكر حياته السابقة وبعض الاماكن التي عاش فيها في حياة أخرى فإن ذلك حالة فردية لا يمكن تفسيرها هكذا ولا تعتبر قاعدة عامة .
إن الهندوسية عادة ما تستخدم هذه الحالات كدليل على حدوث لتناسخ أو أعادة تجسيد لشخص متوفي في جسد آخر لشخص حي ولكن هذا ليس مقنعاً فالحالات المنفردة التي لايمكن تفسيرها لا يمكن أن تعتبر قانوناً يطبق على البشرية كلها .
إن البعض قد يجادل حول قناعته بالتناسخ وإعادة دورة حياة شخصية ما وتجسدها في حياة شخص آخر ، لو أن هذا الاخر حقيقي فلابد لي أن اتذكر حياتي السابقة ومعلوماتي الشخصية عن نفسي لو أن هذا حقيقي ولكن هذا لم يحدث وأنا عن نفسي لا أمتلك مثل هذه الذاكرة .
إن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بشيء سوف يحدث في آخر الزمان وهذا الامر تعتبرة الهندوسية تأكيداً لمصداقيتها وصحة اعتقادها – فما هو هذا الامر ؟
إن محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره رسول مصدق من عند الله قد أخبرنا أنه سوف يأتي زمان يرى فيه الرجل اباه الميت متمثلا أمامه بجسده وصوته وذاكرته كأنه لازال حي والذي قد يكون قد توفي فعليا من 30 أو 40 سنة مضت وسوف يخبرة بأشياء لا يعرفها الا هو وأباه فقط وعند ما يحدث هذا فان البشرية جمعاء سوف تعتقد بعودة الميت أو المتوفي لحياته أو مولدة من جديد .
فهل حدث هذا الامر فعلاُ ؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تنبأ أن هذا الامر من علامات اخر الزمان وان الدجال سوف يأتي معه شيطان يتمثل بأباه وأمه ويسأله هي تعرفني ؟! أنا أباك أنا ……. الخ الحديث .
إن الشيطان الذي سوف يأتي مع الدجال سوف يكون من الجن والذي هو مخلوق من نار السموم هذا الجن الكافر سوف يتمثل في صورة بشرية تماثل صورة المتوفي تماماً ويقلد صوته تماماً .
اذا نظرنا بعين فاحصة متمحصة الى الثورات التكنولوجية والعلمية التي حدثت في الاونة الاخيرة سوف تذهل .
إن الاستنساخ يبدو هوالخطوة الاولى في هذا فبعد أن تم استنساخ الاغنام فان الخطوة القادمة ستكون استنساخ البشر واعتقد ان هذا سوف يحدث في غضون الــ 20 سنة القادمة ، ان الخلية المحفوظة للمتوفي يمكن استخدامها بعد مدة طويلة للحصول علي نسخة حية طبق الاصل من المتوفي تحمل نفس الصفات ونفس الصوت والذاكرة ايضا ، ربما تكون هذه التطورات هي تحقيق نبؤة محمد صلى الله عليه وسلم أما الهندوسية فهي ترد بحماس وتعلق علي هذه الثورة العلمية بأنها تناسخ الارواح أو اعادة تجسد المتوفي في صورة حية مرة أخرى حسب اعتقاداتهم وبالتالي فان تصوراتهم ورؤيتهم للاحداث والتطورات على مدى التاريخ لابد أن تكون صحيحة فمادام التناسخ قد حدث واثبتته الثورة العلمية فالبتأكيد أيضاً بهارات المقدسة سوف تلم شملها مجدداً .
لكن الامر مختلف بالنسبة للمسلمين فمع المعرفة التي اتي بها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فلابد ان نكون قادرين على معرفة الحقائق وادراك الخديعة.
الرؤية اليهودية لمجري الاحداث ونهاية التاريخ :-
ان البراهما الهندوسية واليهودية تتفقان الي حد كبير في التصور العام لسيناريو احداث نهاية التاريخ .
البراهما الهندوسية واليهودية كلا منهما تعتقدان بتميزهما العرقي عن باقي البشرية وكلا منهما تعتبر ان غيرهما هم أقل شأنا ودون المستوى وبالتالي تسعي كلا منهما الى السيطرة والهيمنه على الاخرين من خلال انشاء نظم اقتصادية وسياسية ودينية تحكم الاخرين من مبدأ السمو والتميز العرقي.
كلا من البراهما الهندوسية واليهودية تعتقد بذكرى عصر ذهبى مضي عندما كان لكل منهما سلطة اقتصادية ودينية وسياسية على الاخرين داخل نطاق منطقة النفوذ المقدسة .
الاثنتان تعتقدان بوجود أرض مقدسة ومملكة عظمة ذات حدود معينة في عصر مضى ولابد أن يعود مجدداً ولا يمكن أن ينتهي التاريخ الا بعودة حكم هذه المملكة وهيمنتهما على من هم أقل شأنا واتساع المملكة المترامية الاطراف حتى يسود حكمها .
لقد طرد الله تعالى اليهود من الارض المقدسة منذ 2000 سنة وقد عاشوا تلك الفترة مشتتين في المنفى والنقطة التاريخية بالغه الاهمية هي عند العودة الى الارض المقدسة لاستعادة ما هو اساساً ملك لهم حسب رؤيتهم .
ومن الواضح والمثير أنهم نفذوا مخططهم باستغلال اليهود الاوربيين الذين عملوا على تحقيق هذا المساعي وانجاز مخطط الاهداف بدقة دون أدني اعتبار لمبادئ الحق والعدالة ، إن اليهودية بلغت اوج قمتهما في العصر الذهبي حينما كانت تحت حكم داود وسليمان عليهما السلام وشهد التاريخ بعد هذا العصر الذهبي خيانتين لليهود ونقض لعهودهم مع الله وبالتالي فترتين من الانهيار وترتب عليه نفيهم من الاراضي المقدسة وكان المنفى الاول هو بابل والمنفى الثاني بدأ بعد وقت قصير عندما رفض اليهود دعوة عيسي عليه السلام وتفاخرهم بعد ذلك بقتله .
وقولهم ان قتلنا المسيح عيسي بن مريم رسول الله النساء 157
واسفر ذلك عن 2000 عام من النفي في ارجاء الأرض ، تلك السنوات في المنفي تشكل العصر المظلم من وجهة نظرهم .
ان حركة الاحداث علي ساحة التاريخ في تصورهم خطية رجعية في عصور النفي والظلام التي مرت بها اليهودية وقد كانت تتدخل القدرات والمنح الالهية لعودتهم مرة أخرى فقد عادوا من بابل الى الارض المقدسة .
* وهذه المنح الالهية سوف توهب لهم مرة أخرى حسب زعمهم وبالتالي يجب ان يعودوا للارض المقدسة ويحكموا العالم ويفرضوا كامل سيطرتهم على كل من هم غير اليهود ” أقل شأنا ” ان اليهودية تعتقد أنها القوة المهيمنة المؤثرة الحاكمة والتي سادت فيما مضي ولابد أن تعود وتسود مرة أخري .
ولن ينتهي التاريخ الا بتحقيق هذا الاعتقاد .
* ان التاريخ يطوي كثيراً من سجلات الاحداث والتي كان اليهود طرفاً فيها ولكن التاريخ هو تاريخ الاراضي المقدسة ومن ثم علاقتها باليهود والتي يعتقدون أنها منحة الرب الالهية الحصرية لهم وحدهم فقط بلا شروط و جدال ومع فكرة الدولة المقدسة التي حكمت العالم التي لابد أن تعود وتسود في كامل الارض المقدسة والتي تقع حاليا خارج سلطتهم وحدودها من الفرات بالعراق الى النيل بمصر فلابد من تحرير كامل الارض المقدسة وعودتها لحيازتهم وان التاريخ لن ينتهي حتى تقام هذه الدولة المقدسة المترامية الاطراف من النيل للفرات وعاصمتها القدس لتحكم العالم كله كدولة واحدة.
* ان ذلك قد تم بالفعل عام 1948 ولكن يجب ان تتوسع الدولة لتضم كافة الاراضي المقدسة ويجب اعادة بناء الهيكل وهو ما يعني ان اسرائيل سوف تهدم المسجد الاقصى .
إسرائيل يجب ان تحكم العالم مرة أخرى ويجب ان يحكم يهودي يظهر فيها العالم من القدس عندما يعترف به اليهود انه هوالمسيح وعندها فقط تتحقق نهاية التاريخ .
بسبب ان اليهود عادوا الى الارض المقدسة وأخذوها باعتبارها ملكا خاصا لهم وانشئت دولة أسرائيل – ومن المرجح بناء معبد سليمان فى وقت قريب لذلك يعتقد اليهود أن احداث التاريخ قد أوشكت على الانتهاء .
وعلى ذلك فإن الرأى الهندوسى والاعتقاد اليهودى فى نهاية التاريخ قد أثر بنفس الطريقة على الهندوسية واليهودية ولذا فإن القومية العلمانية يتم استبدالها فى اسرائيل بالقومية اليهودية الدينية مع كل ما يصاحبها من تداعيات سياسية و توجد حاليا قوة كبيرة فقط فى العالم هى التى تعرقل اليهود عن تحقيق احلامهم فى عودة المملكة العظمى من النيل للفرات.
هذه القوة المعرقلة هى الاسلام ، وهذا ما يفسر الحرب الشعواء على الاسلام لإزالة هذه العقبة ” أى الإسلام ” فى طريق تقدمهم نحو الحلم الكبير.
هناك بعض اليهود الذين يعارضون السياسات الصهيونية الحالية التى تقهر و تظلم الشعوب العربية مسلمين و نصارى الذين يعيشون فى الأراضى المقدسة من قبل قيام الدولة الاوروبية اليهودية “اسرائيل”.
ان هذه المجموعات تدعم حقوق الشعوب المسلمة و النصرانية المضطهدة فى الاراضى المقدسة و ما حولها.
ولذا من غير المحتمل ان هؤلاء اليهود سيقبلون ادعاء المسيح الذي سيحقق حكمة على انحاء العالم من خلال الخداع و الكذب و الاغتيال و الارهاب و الظلم و القهر، ومن الممكن للمسلمين بناء الصداقات و التحالفات مع هؤلاء اليهود.
– الرؤية النصرانية لحركة الاحداث ونهاية التاريخ:
تعتقد النصرانية ان كل ما سبق المسيح هو عملية تهيئة و تحضير لعودته و أن التاريخ وصل الى المرحلة التى يجب ان يتجسد الله فى صورة يسوع البشرى ابن الله تعالى الله عما يصفون و الذى يعتبر الشخص الثانى فى الثالوث و أن التاريخ فى النهاية لابد ان يتوج بحكم الله المتمثل فى يسوع الذى يسود و يحكم فى نهاية التاريخ و يوم البعث.
ان حركة الأحداث فى المعتقد او الرؤية النصرانية هى حركة خطية رجعية ولذلك لابد من تدخل الهى لكي تعود للبداية اى لحكم الرب مرة اخرى وبذلك تقام الحقائق النصرانية.
ان حقيقة التاريخ هى الاحداث الفعلية التى تحدث على مر العصور .
ان حركة الاحداث فى نهاية التاريخ وفقا للنصرانية تتسم بتجسد الحق و الحقيقة الله فى صورة يسوع ابنه الوحيد تعالى الله عما يقولون وابن مريم العذراء وواقع ابن الله حسب زعمهم قد ظهر وعاش على الأرض فى زمن مضى كان ذلك حينما كان يسود العصر الذهبى وبعد انقضاء هذا العصر شهدت البشرية تدهورا و انحرافا عن الحق و الحقيقة.
و هناك اجماع بين النصارى ان عودة المسيح “يسوع” اصبحت وشيكة و بالتالى فنحن نقترب من نهاية التاريخ.
وقد اقتنع العديد من النصارى غير الاوروبيين برؤى وزعم النصارى الاوربيين المهيمنين على امور السلطة في العالم اليوم ان ولادة اسرائيل هى تحقيق لنبوءة الكتاب المقدس بعودة المسيح الوشيكة وبالتالى يكون من واجب النصارى دينيا دعم اسرائيل حتى تتحقق النبوءة فيعود يسوع، وذلك من خلال العداء لكل من يعارض اسرائيل.
ان النصرانية تم تعميتها عن حقيقة هذه الادعاءات وهذا الظلم و الكذب والخداع الذى يجرى تحت مسمى تحقيق نبوءة الكتاب المقدس ؟!
فى الواقع ان ولادة دولة اسرائيل نفسها هو نتاج تزاوج غريب بين النصرانية و اليهودية والذى نتج عنه ولادة هذا النظام العالمى الموجود حاليا.
ومع اقتراب عودة المسيح يشهد العالم نزعات قومية دينية نصرانية تؤثر على الفكر السياسي النصراني اثرا بالغا.
ان هذه القومية النصرانية نتج عنها شرا أكثر سوء من نتائج اعمال اسرة جورج بوش فى امريكا.
و هذا العرض المختصر لرؤية الديانات الثلاثة السابقة لكى نفهم جميعا اننا فى لحظات النهاية و آخر احداث التاريخ ولذا فإن نهاية التاريخ وشيكة.
الرؤية الغربية لحركة الأحداث على ساحة التاريخ :
ربما الفيلسوف القديم فريدريك هيجل الألمانى فيلسوف تاريخ الحضارة الغربية قد كون اطروحة معينة لحركة الاحداث فى التاريخ وهي التعارض او التناقض فيقول لكل موضوع اوفكرة هناك فكرة مناقضة لها ، بعد صراع طويل يتحد موضوع مع نقيضه ليكون موضوعا جديدا وهذا بدوره يؤدي الى ولادة موضوع نقيض له ومن جديد ينشيء صراع اخر طويل الى ان يتحد هذا الموضوع مع نقيضه لينشئ موضوع جديد فى التاريخ.
وعلى هذا فان حركة التاريخ فى الرؤية الغربية للاحداث تشهد تقدم مستمر “حركة التاريخ خطية تقدمية” و أن الاحدث افضل و القادم دائما سيظل الافضل.
فى فلسفة هيجل للتاريخ – ان الحضارة الغربية تظل فى صعود دائم مما يتيح لها الهيمنة و السيطرة الكاملة حيث انها تعتبر نفسها خلاصة ما جاء فى جميع الحضارات السابقة و الثقافات الاخرى و ان هذه الهيمنة فى تزايد و تصاعد مع تقدم الزمن و أن جميع الحضارات السابقة لابد ان تتم قولبتها بالمنهجية و الرؤية الغربية للأمور (بما فى ذلك الاسلام).
ولذا فقد تم خلق و توليف مفاهيم جديدة تحت اسم العلمانية و التى يجب ان تحل محل جميع الثقافات و الحضارات الاخرى و ان الدين لابد ان يدخل فى متحف التاريخ.
ان الغرب لا يدعي انه الأحدث و الأفضل فقط وانما يدعي انه هو التجميع النهائى لجميع الحضارات السابقة و خلاصة افضل ما سبق وانه هو الذى يستحق البقاء للأبد وحده فقط و أن الأحداث التى تجرى على الساحة وصلت لمرحلة يجب فيها تحقيق صحة هذا الادعاء ببقاء فكرهم و حضارتهم النهائية فقط مع طمس باقى الحضارات الاخرى.
لقد قال فرانسيس فوكوياما بهيمنة الثقافة و الحضارة الغربية مع نهاية التاريخ و اختلف معه صموئيل هنتغتون و أعرب انه لابد من تطهير العالم من الآثار الباقية من بعض الحضارات التى لا تزال بها انفاس تنبض بالحياة حتى يومنا هذا، و اشار الى انه من المتوقع ان يكون الصراع فى نهاية التاريخ بين الحضارة الغربية والأسلام وذكر انه بالطبع وبكل ثقة سيكون النصر حليف الغرب.
هناك فيلسوف غربي واحد هو أرنولد توني لا يزال غامضا، قد كان أرنولد نصرانيا متدينا و نشأت أفكاره فى وسط الحضارة الغربية وقد ناضل من اجل تكوين رؤية ان مجرى الأحداث تصب فى صالح الحضارة الغربية.
بالاضافة للتصور النصراني لتسلسل الاحداث التاريخية فقد ساهمت افكاره فى دعم التحالف (الاوروبي اليهودي –الاوروبي النصراني) الذى يحكم العالم اليوم نيابة عن اليهودية الاوروبية.
– الرؤية الاسلامية لمجرى الاحداث و نهاية التاريخ:
دعونا ننتقل الآن الى وجهة نظر الاسلام فى الموضوع و التى تنبع من الحق من مبدأ ان الحقائق لابد أن تظهر و تعلن عن نفسها فى التاريخ وأن حكم الله الحق يجب أن يسود.
( ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه هو الباطل و أن الله هو العلي الكبير)
– الحج 62
هذا يعنى ان سبحانه وتعالى ليس هو الحق فقط ولكن ان الحقيقة و الحقائق ايضا مصدرها الله تعالى و أن كشف الحقائق يأتى من عند الله تعالى و أن كشف الحقائق يأتي من عند الله تعالى.
( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها و إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب و ساءت مرتفقا)
29- الكهف 18
الاسلام يصف كل شئ من حولنا فى جميع ارجاء الكون بأنه يعلن عن الحقيقة ويحمل فى داخله الحقائق الكامنة.
( اولم يتفكروا في انفسهم ما خلق الله السماوات و الأرض وما بينهما الا بالحق و أجل مسمى و إن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون )
8- الروم 30
إن الحقيقة التى تأتى من عند الله العلي العظيم تقف فى مواجهة الباطل، إن رؤية الإسلام للأحداث انها تتمثل فى الصراع بين الحق و الباطل وأن الحق هو الذى سيحسم الأمر بالانتصار ويحدد نهاية التاريخ.
إن البشر مشاركون فى هذا الصراع أن الله أعطاهم الارادة الحرة وحق الاختيار و مع هذه الحرية التى اعطاها الله لنا فإن هذه الحرية ليست مطلقة.
إن البشر احرار فى اختياراتهم فإما ان يقبلوا الحقيقة التى اوضحها الله لهم ويكافؤا لاختيارهم الحق وأما يرفضوها ويدفعوا ثمن هذا الرفض، إن اختيارات البشر و توجهاتهم هى ما يحدد مجرى الاحداث فى التاريخ احيانا فى هذا الاتجاه و احيانا اخرى فى هذا الاتجاه ، وقد استخدم د برهان احمد فاروقى شكل الزجزاج “الامواج” لوصف حركة الاحداث فى التاريخ من الرؤية الاسلامية فهى صعود وهبوط وتقدم وتراجع وهو ما يعكس النجاحات و الاخفاقات فى الصراعات الاخلاقية و بالتالى فان الاسلام يرفض تعريف حركة الاحداث على ساحة التاريخ بأنها دائرية ” الرؤية الهندوسية” ، اوخطية رجعية ” الرؤية اليهودية”، او خطية تقدمية ” الرؤية الغربية ” .
يحدث التدخل الالهى او المنحة الربانية فى حركة التاريخ ليعيدها الى المسار الصحيح ( الصراط المستقيم ) وذلك عند ارسال الانبياء و الرسل وعند نزول الكتب المقدسة.
هؤلاء الرسل و رسالاتهم المقدسة تعتبر علامات فاصلة فى التاريخ، ان بعث النبى محمد صلى الله عليه وسلم أدى الى اوسع انتشار للحقيقة وترتب عليه اكبر انتصار للحقيقة حدث منذ أى زمن آخر مضى فظهر الحق فوق الباطل خلال حقبة طويلة من التاريخ.
لقد استخدم الدكتور فاروقى القرآن لتوضيح الرؤية الاسلامية فى مجرى الاحداث فى التاريخ والذى لا يمكن ان ينتهى الا بانتصار الحق على الباطل.
وهذا النصر هو الذى سيثبت صحة الاسلام لأنه سيعود بنا الى عصر الانبياء مثل العصور الذهبية للحق فى عهد داود وسليمان عليهما السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.
· عندما حكم داود و سليمان ” بنو اسرئيل” والذين كانوا مسلمين لله حينها وساد حكمهم العالم من الارض المقدسة.
· والعصر الذهبى للاسلام فى عصر محمد صلى الله عليه وسلم.
( آمن الرسول بما انزل اليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله وملائكته و كتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا و اطعنا غفرانك ربنا واليك المصير)
– البقرة 285
فرسل الله كلهم سواء لا يفرق المسلمون بين احد منهم فكلهم رسل الله لنشر كلمة الله.
وقد ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لاشراط الساعة الكبرى فى نهاية الزمان و علامات مميزة تسبق النهاية –احداث وعلامات ساعة نهاية التاريخ سوف تحدث فى آخر الزمان و تبدو كعاصفة.
هذه العاصفة تهب عبر أنحاء العالم المختلفة، هذه العاصفة سوف تقوم بغربلة البشر و يتكشف بوضوح من يملك ايمان حقيقي ومن لا يؤمن حقا.
إن الله يرسل علينا هذه العاصفة ليتبين الحق من الباطل وترسل كل من لا يؤمن بالله حقا الى مزبلة التاريخ، ان العاصفة ستجتاح الجميع بلا شك فيماعدا اولئك الذين لديهم ايمان خالص بالله الواحد الحق.
ان الاسلام يعلن ان الله ارسل النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم كآخر نبى للبشرية و ان رسالته للبشرية جمعاء ورسالته هى القرآن والقرآن هو آخر رسالة الهية سماوية مقدسة للبشر.
فقط هؤلاء الذين يؤمنون باخلاص و يسترشدون بالقرآن فى طريقهم هم الذين سوف يكونوا قادرين على الحياة فى مواجهة العاصفة.
ان عاصفة الشر قد اطلق لها العنان بالفعل وتجتاح الجميع ماعدا المؤمنين حقا بالله و الباقين يذهبون الى مزبلة التاريخ.
ان اكبر خطر هو هجوم تلك العاصفة على قلب الدين لدى الناس وتفريغه من محتواه الروحانى.
– عاصفة الشر و الحرب على روحانيات جوهر الدين:
توجد شخصيات مضللة وعدوانية فى العالم الغربي الحديث و الذين يصرون دائما على مهاجمة الروحانيات و طريقة نمط الحياة الدينى لهدمه.
· قد هدموا جوهر الدين بالفعل فى اليهودية و النصرانية و الهندوسية و البوذية و الآن تتوجه اهدافهم نحو الاسلام.
هناك من يستهدفون علماء المسلمين ويحاولون قذف الصوفية الصحيحة فى بلدى وازاحة علماء عن الطريق مثل استاذى د محمد فضل الرحمن الانصاري واستاذه ايضا د عبد العليم صديقي رحمهم الله لقد تم اتهامهم زورا بأنهم مضللين كبار الى حد اتهامهم احيانا بالشرك.
ان هؤلاء الذين يتهمون هؤلاء الاساتذه الكبار رحمة الله عليهم هم فعلا انضموا الى صفوف اعداء الاسلام وهم يشنون اليوم حربا ضروس على الاسلام فى جميع انحاء العالم وذلك ليس عن قصد ولكن دون وعى او ادراك منهم انهم قد اصبحوا مجرد ادوات فى يد العقول الكبيرة الموجهة لهم من اليهودية-النصرانية الغربية من اجل تضليل المسلمون عن الحقيقة التى يواجهونها اليوم .
ان هذه العقول الكبيرة هى الدجال الحقيقى –والذى هو نفسه اعور اى اعمى روحيا يدرك نصف الحقيقة المادى فقط دون ان يدرك و يرى الحقائق الفعلية بروحه وبالتالى يكون فقد البصيرة ، إن من فقد البصيرة لا يستطيع ان يدرك علامات اخر الزمان.
ان معظم احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علامات الساعة جاءت فى صورة رمزية و تحتاج الى تفسير لتظهر فى صورة بسيطة يفهمها الجميع – وعملية التفسير هذه تتطلب نظرة الصوفية الأصلية الصحيحة للأمور بالبصيرة وليس البصر والمعرفة الروحية الفطرية وحتى يتم تفسير هذه الاحاديث تفسيرا دقيقا لابد من مراقبة الاحداث اثناء وقوعها على مر العصور.
لقد كان من حسن الحظ ان الكاتب درس على يد شيخ من شيوخ الصوفية الاصلية الصحيحة.
ان المقالات فى هذا الكتاب هى ثمرة لمحاولاته المتواضعة فى تفسير مجرى الاحداث فى التاريخ والتى تتكشف بوضوح الى الأسوأ فى احداث اخر الزمان ، ربما تساعد هذه المقالات اناس اخرين اكثر موهبة من الكاتب فى فهم علامات اخر الزمان بطريقة من شأنها ان كتبت وبشكل قاطع ان تثبت بما لا يدع مجالا للشك فى صحة الاسلام ورسالته.
ان الاحاديث المنقولة ادناه ليست سوى عدد قليل من مجموعة ضخمة من الاحاديث المذكورة فى باب الفتن واشراط الساعة.
يجب على القارئ ان يكون يقظ جدا عند قراءة هذه الاحاديث ودراستها ان هذه الاحاديث كانت هدفا دائما للمضللين واهدافهم الشريرة لكى يساء فهمها او تعاد صياغتها بطريقة تفرغها من محتواها الأصلى اما معناها المقصود فيتحول المعنى الى معنى اخر مضلل للمسلمين مما يعجزهم عن فهمها وذلك لأنها مواضيع حيوية جدا ومهمة للمسلمين.
ان جزء من طريقة فهم الاحاديث ينبع من تتبع صحتها و دقتها وتعريفها كأحاديث صحيحة وغير مشكوك فيها ومن ثم ايجاد طريقة ومنهجية للتفسير والفهم وذلك عن طريق ما جاء فى القرآن والحديث وتتبع نفس منطق القرآن ومنهجيته فى الكنايات وبلاغة الاشارات وربط الموضوعات، ثم بعدها تستطيع ان تحكم اذا كان هذا الحديث متماشيا مع معانى وتفسيرات القرآن وما جاء فى الأحاديث.
ان الحاجة اصبحت ملحة جدا لأستخدام هذه المنهجية فى التفسير ودراسة علامات اخر الزمان.
بعض الاحاديث وتدخلها بعض تعليقات الكاتب:
(عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودى من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أوالشجر: يا مسلم يا عبدالله هذا يهودى خلفى،تعالى فاقتله الا الغرقد فانه من شجر اليهود) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
– أى ان الساعة لن تقوم حتى يتم قتلهم اى هزيمتهم وهذه العلامة من علامات ساعة اخر الزمان توضح بشكل حازم عدم امكانية اى حل سلمي مع اليهود فى الاراضى المقدسة او فى اى اماكن اخرى من العالم.
حدثنا منصور ابن ابى مزاحم، حدثنا يحيي بن حمزة عن الاوزاعى، عن الاسحاق، بن عبدالله عن عمه، انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة”. صحيح مسلم
وذلك فيه اشارة لليهود الاوربيون والحركة الاوروبية الصهيونية التى تسببت فى قيام اسرائيل حيث انهم في النهاية قد يتركون مراكز القوة في هذا الكيان ويغرون اليهود الشرقيين الحقيقيين ليحلوا مكانهم (كجزء من عملية الخداع لليهود الشرقيين انهم هم الحكام على اسرائيل وبالتالي فهي الحقيقية وذلك لقبول المسيح الدجال عند ظهوره) ولذلك انه شيء مهم ان رئيس كيان اسرائيل الان هو يهودي من اصل ايراني.
· عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
” لاتقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله”
· عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله يقول: “ان بين يدى الساعة كذابين”
نعم ان تلك الاكاذيب الكبيرة تخرج من واشنطن/ القدس/ لندن/ تل أبيب بالاضافة الى ان العالم اجمع يخضع لتضليل مستمرتحت وابل من الأكاذيب الاعلامية التى تخضع لسيطرة الغرب على وسائل الاعلام.
حدثنا ابو خيثمة، زهير بن حرب و اسحاق بن ابراهيم وابن ابى عمر المكى –واللفظ لزهير – قال اسحاق أخبرنا وقال الآخران، حدثنا سفيان بن عيينة، عن فرات، القزاز عن ابى الطفيل،عن حذيفة بن أسيد اغفارى، قال اطلع النبى صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال ” ما تذاكرون “. قالوا نذكر الساعة. قال انها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات”. فذكر الدخان و الدجال و الدابة وطلوع الشمس من مغربها و نزول عيسي ابن مريم عليه السلام ويأجوج و مأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس الى محشرهم.
· عن عمر بن الخطاب قال: كنا جلوس عند رسول الله فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر سفر ولا يعرفه احد منا فجلس اى النبى فأسند ركبيته الى ركبته ووضع يديه على فخذه ثم قال يا محمد ما الاسلام قال شهادة ان لا اله الا الله و أنى رسول الله وإقام الصلاة و إيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فقال صدقت فعجبنا من يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الايمان فقال ان يؤمن بالله و ملائكته و كتبه ورسله والقدر خيره وشره فقال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال فمتى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فما أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاه يتطاولون فى البناء ثم قال اتدرى من الرجل قال ذاك جبريل أتاكم يعلمكم دنيكم
تعليق الكاتب
· ان تعبد الله كأنك تراه اشارة الي روحانية الاسلام والبصيرة التي يجب ان يتحلي بها المؤمن كما تتضح اللغة الرمزية في الحديث والتي يجب ان تتبع في التفسير والحديث يوجة انتباهنا الي الاحسان أو السعي الروحي كجزء من المتطلبات الاساسية لفهم علامات الساعه.
· ان الامة التي تلد ربتها اشارة مذهلة يمكن تفسيرها بالدجال والربا من جهة والدجال والثورة النسائية من جهة اخرى.
وقد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قبل الساعه سوف تكثر الزلازل وتزيد الاموال وكثرة القتل ومرور الوقت بسرعة .
ان الفراغ الذي حدث فيما يتعلق بالمعرفة الدينية يمكن ان يفهم في سياق الهجوم علي الاسلام وعلمائه ومؤسساته والذي يشكل الجزء الاكبر في الحرب على الاسلام – ولقد تم تفريغ الاسلام من المعارف الحقيقية في جوهر روح الاسلام من أجل تسفية المسلمين .
حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا يعقوب – يعني ابن عبد الرحمن القاري – عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ” لا تقوم الساعه حتي يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعه وتسعون ويقول كل رجل منهم أكون أنا الذي أنجو ” .
أعتقد ان جبل الذهب هو الذهب الأسود النفط والذي تسبب في حروب من أجل السيطرة عليه .
يهلك من كل مائة تسعه وتسعون ربما تكون اشارة الى حروب اسلحة تدمير شامل في المستقبل تسبب دماراً كبيراً في الارواح .