مقالات – المرأة في الإسلامالأربعاء 1 شعبان 1428 هـالأربعاء 15 أغسطس 2007تعليق: النوع الاجتماعي مصطلح يعني الجنس (ذكر أو أنثى) ويتم استخدامه معرباً عن الكلمة الإنجليزية أحياناً بكلمة الجـِـنـدَر (بتسكين النون والراء)لو كان الرب رجلاً فسوف تكون تلك أنباءً سيئة للنساء، لأن نتيجة ذلك هي أن الذكورية سوف تصبح مقدسة وذات صبغة إلهية، وبذلك سيكون الذكر فقط هو من حظي بالخلقة على الهيئة الإلهية. وهذا يفسر السبب وراء قيام الثورة النسوية المعاصرة بإعادة تعريف مفهوم الرب على أنه يتصف بكلا الصفتين الأنثوية والذكورية
إن الإسلام يؤكد على أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الذكر والأنثى ولكنه لا يشبه أياً منهما لا الذكر ولا الأنثى، وعلاوة على ذلك فإنه لم يتجسد أبداً في شخص أي إنسان ذكر أو أنثى. وبهذا فإنه لم يحدث قط في أي زمن من الأزمان أن قام الرجل أبداً بتحديد هوية المرأة في الإسلام. وهكذا فإن الإسلام لا نظيرله في إعطائه للمرأة الفرصة للصلاة إلى الرب الذي هو ليس رجلاً
ولم يقم الإسلام قط بالتمييز في المعاملة بين الرجل والمرأة بطريقة فيها ظلم لها. لقد جاءت امرأة تشتكي للرسول –صلى الله عليه وسلم- من أن الوحي الإلهي (الخطاب القرآني) كان موجهاً للرجال فقط، ماذا عن النساء؟ تساءلت المرأة ، واستجابة لذلك فقد نزل الوحي بالقرآن الكريم الذي وجه الخطاب إلى الذكر والأنثى كليهما في حالة من التكرار المستمر، الأمر الذي حل المسألة بشكل قاطع، ووضح أن الله سبحانه وتعالى لا يفرق بين عباده فيما يتعلق بموضوع نوعهم الاجتماعي بأي طريقة ظالمة
في الواقع لقد أعلن رسولنا المبارك من الله تعالى بأن جميع البشر ذكوراً و إناثاً سوف يقفون نفس الموقف أمام الله تعالى في اليوم الآخر ” …الناس سواسية كأسنان المشط . .” صحيح مسلم
وعلى الرغم من ذلك فإن الإسلام يقوم بتوظيف فلسفة للنوع الاجتماعي تقوم بتعزيز الفروق الوظيفية بين الذكر والأنثى، وهذا ما تركز عليه هذه المقالة
(تعليق: لإيصال كل منهما لأفضل حالات العطاء التي تتناسب مع نوعه)
إن القرآن يعلمنا بشكل متناظر بانه كما الليل والنهار مختلفان وظيفياً ولكن معتمدان على بعضهما البعض، فكذلك حال الذكر والأنثى
لقد جاء التحذير المُنذر بالسوء ليخبرنا أنه إن حاول “الليل” أن ياخذ محل “النهار” وانقلب النظام المقدس الذي يربط علاقة الذكر بالأنثى، كما هو الحال في الثورة النسوية المعاصرة، فإن الفوضى والانحلال الذي سوف يتولد في المجتمع نتيجة لذلك الانقلاب سوف يكون مساوياً لفداحة حدوث تشويه متعمد على المستوى الكوني. (كفداحة أن ينقلب نظام الليل والنهار)
لقد تم البدء بتفكيك النسيج الاجتماعي للبشر بالفعل منذ زمن، أعتقد أن قوات الشرطة تدرك هذا جيداً. ولكن الكثيرين لديهم عينان ولكنهم لا يبصرون بها، ولا يستطيعون الربط بين “السبب” و” الأثر”
لقد أرسى القرآن الكريم بوضوح حقيقة أن للرجال (درجة) من السلطة على النساء، ولقد ألزم المرأة بأن تكون مطيعةً لزوجها (أو الرجل المسؤول عنها، وليها) وفي هذه العلاقة فقد قطع الإسلام أشواطاً كبيرة لإعادة التأكيد من جديد على أهمية النظام الطبيعي الفطري المتعلق بمكانة و دور ووظيفة النوع الاجتماعي في المجتمع
تفكروا بما يلي
– الخطاب القرآني يشير إلى الله سبحانه وتعالى بصيغة التذكير، ولا يشير له أبداً بصيغة التأنيث. (التذكير في اللغة العربية لا يشير بالضرورة للذكورحصراً)
– بعث الله تعالى الرسل إلى البشرية جمعاء حتى يؤدوا دور المرشدين الروحيين والقادة ولقد كانوا جميعاً رجالاً، لم يكن هناك رسولة امرأة أبداً، ولكن هناك جهود أوروبية منحرفة تحاول الترويج لنبوة مريم عليها السلام
– على الرغم من أن الملائكة ليسوا ذكوراً ولا إناثاً، فإن القرآن الكريم يمنحهم أسماء ذكورية، ويدين أولئك الذين يعطونهم أسماء أنثوية
– عندما يولد طفل مسلم فإن احتفالاً دينياً يُقام ويتم فيه إطعام الطعام ويسمى بـ “العقيقة”، يجب التضحية بذبيحتين (من المواشي التي يؤكل لحمها) للطفل الذكر ، ولكن الطفلة الأنثى لا تتطلب سوى ذبيحة واحدة
– قال الرسول عليه الصلاة والسلام عن صفوف صلاة الجماعة :” خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها” صحيح مسلم
وبهذا فقد تم وضع الرجال جسدياً في مقدمة النساء في الصلاة في جميع الأوقات. لقد قامت امرأة أمريكية مُضلّلة ، على الطراز الأمريكي الأوروبي، مؤخراً بوضع نفسها في مقدمة جميع الرجال المسلمين وقامت بإمامتهم في صلاة جماعة باطلة بالكامل في كنيسة مسيحية أوروبية. إن أمريكا مكان غريب بالفعل
في كل صباح عندما تتطوقنا أشعة الشمس المشرقة، ونقوم بالترحيب بـ “النهار” وندركه كما هو على طبيعته “نهاراً”، وفي كل ليلة عندما نحدق في السماء بعجب شديد من رومنسية ضوء القمر والنجوم وندرك “الليل” ونرى “الليل” على ما هوعليه، فإن سمفونية الانسجام بين الذكر والأنثى تغمرنا ببريقها وروعتها
إن ذلك الاتزان هو ما يسعى الإسلام للمحافظة عليه، حتى ولو كان العالم الأوروبي -المنكر لوجود الرب القدير في جوهره- والنسخ الكربونية عنه من الاجناس الاخرى يقاتلون من أجل قلب ذلك النظام