مقالات – علامات اخر الزمان.
الأربعاء, 10 جمادى الآخرة 1433
” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” … سورة فصلت – آية رقم 53
إن مصر الآن فى مرحلة انتقالية وينبغى على المصريين – مسيحيين ومسلمين – أن يجتهدوا ليعرفوا النهاية التى يقودهم إليها التغير السياسى. يعتقد المسيحيون الأقباط أن مصر- وهى الأرض التى فرّ إليها النبى عيسى وأمه (عليهما السلام) من الأرض المقدسة- لها أهمية خاصة في آخر الزمان وستلعب دوراً هامّاً عندما يعود النبي عيسى (عليه السلام). ويتفق المسلمون مع المسيحيين في اعتقادهم بعودة المسيح في آخر التاريخ. فهل سيتفق المسلمون المصريون مع المسيحيين الأقباط ويتحدوا سوياً ضد هؤلاء المتهورين الراغبين في مهاجمة ليس فقط إيران وباكستان ولكن أيضاً مصر؟ لابدّ للمسلمين المصريين أن يتذكروا وصيّة النبي المبارك عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر
“إذا فُتِحَتْ مصرُ فاستوصُوا بالقِبْطِ خيرا فإن لهم ذِمَّةً ورَحِماً.” (البغوي، والطبراني، والحاكم عن كعب بن مالك)
وينبغي على رجال الدين المسلمين والمسيحيين فى مصر أن يتبينوا من الطريق الذى يسير فيه التاريخ حتى يتمكن الفريقان من مواصلة السعي لفهم الحقيقة التى يواجهونها حالياً
ونقدم هذا المقال لتسهيل هذا السعي لفهم الحقيقة
أسئلة تحتاج لأجوبة
هل يتحرّك العالم الآن فى اتجاه أن يصبح مجتمع عالمي واحد ، و اقتصاد عالمي واحد ، و عملة الكترونية موحدة ، و حكومة عالمية واحدة ؟؟ و إذا كان الأمر كذلك ….. فمن الذى يريد أن يقود و يرأس حكومة هذا العالم ؟؟ هل هو المسيح الدجال الذي من أجل أن ينتحل شخصية النبى عيسى – المسيح الحق – عليه أن يحكم العالم من القدس ؟؟
هل الثورات الملوّنة للربيع العربي مرتبطة بهذه الحركة العالمية ؟؟
هل المصريون مسلمين ومسيحيين أقباط يجب أن يسبحوا مع أو ضد هذا التيار العالمى المنذر بالسوء؟؟
هل ستهاجم اسرائيل مصر من الشرق وحلف شمال الأطلنطى (الناتو) من الغرب (من ليبيا الصهيونية) لتستولى اسرائيل على شرق دلتا النيل ومن ثَم تضمها إلى أراضي الدولة الأوروبية اليهودية ؟؟ أين تقع السفارة الاسرائيلية فى القاهرة؟؟ لماذا تطمع اسرائيل فى هذا الجزء من مصر ؟؟
هل ستستطيع مصر مقاومة هذه الهجمات كمنطقة واحدة, أم ستعانى مصير دار الإسلام السابق من التمزق إلى أجزاء غيرة منعدمة الخطورة ؟؟
كيف يمكن للمصريين مسلمين ومسيحيين أن يجهزوا أنفسهم لهذا الهجوم الإسرائيلى الأطلنطى المشترك على مصر؟؟
طبقا للشريعة – هل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية حلال أم حرام؟؟
إن الله تعالى أخبرنا أنه أنزل القرآن على سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) لتفسير كل شئ
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) … سورة النحل آية رقم 89
بما أننا فى هذا المقال نتحدث حول موضوع “إلى أين يا مصر ؟”و نجيب على العديد من الأسئلة المطروحة فيجب أن ندرك أن القرآن و السنة النبوية لم يخلوا من الإرشادات و المعلومات المتعلقة بالشؤون الاستراتيجية فى السياق التاريخي – كما أن هناك منهجية يجب استخدامها لفهم القرآن و السنة النبوية تحتوي على تفسيرات لهذه التغيرات العالمية المنذرة بالسوء ، كما تكشف لنا أي دور, إن وجد, من المُقدر أن تلعبه مصر فى آخر الزمان
قمت بمحاولة لشرح هذه المنهجية فى كتابى ” الرؤية الإسلامية ليأجوج و مأجوج فى العالم الحديث”. (و يمكن للقراء أن يجدوا الكثير من كتبي و منهم هذا الكتاب قد تمت ترجمتهم الى اللغة العربية كما أنه متاح على شبكة الإنترنت على الموقع التالى : www.imranhosein.org) وننوي الكتابة في موضوع المنهجية في مقال لاحق إن شاء الله, ضمن مقارنة بينها وبين المنهجية السلفية الإسلامية المقابلة
ودعونا نلقى نظرة سريعة على بعض النتائج المختصرة لما استطعت أن استخلصة (بحمد الله تعالى) من دراستى بهذة المنهجية
لقد استطعت من خلال استخدام هذة المنهجية أن أتوقع منذ ما يقرب من 15 عاماً انهيار الدولار والإقتصاد الأمريكى وبدء نظام نقدي إلكتروني دولي جديد بدلاً من نظام البترودولار النقدي الحالي (وإذا حاولت أمريكا أن تشن هجوماً على إيران فإنها بذلك سوف تدق آخر مسمار فى نعش الدولار الأمريكي)
كما توقعت أيضا في محاضرة ألقيتها في سيدنى – استراليا في سبتمبر 2002 بعنوان (مابعد 11 سبتمبر 2001: ماذا يخبئ المستقبل للمسلمين), وتوقعت الانتفاضات العربية التى تسقط الأنظمة العربية الواحد تلوَ الآخر. هذه الانتفاضات فاجأت العالم بعدها بـ 10 سنوات – بعد وقت أطول مما توقعت في الحقيقة
ولقد استطعت ببديهية أن أعرف – خلال ساعات من هجمات 11 سبتمبر على أمريكا – أن هذا تخطيط وتنفيذ مشترك للموساد الإسرائيلي ووكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية كعمل إرهابي كاذب يقوم بنفس مهمة العمل الإرهابي الذى حدث فى صيف 1914 (اغتيال الأرشيدوق فرانتس فرديناند ولي عهد النمسا في سراييفو) الذى أدى إلى حروب عظيمة. تلك الحروب التى أدت إلى انتقال قيادة العالم من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية, وكانت الخطة أن يكرر التاريخ نفسه بحروب تتبع هجوم 11 سبتمبر الإرهابي وتتسبب فى نقل قيادة العالم من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل. وهجوم إسرائيل على إيران و/أو باكستان سوف يؤدى إلى ذلك بالضبط: سوف يؤدى إلى حروب عظيمة تنتهى بإضعاف وحصار الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك يتحقق نقل قيادة العالم لدولة أخرى
وختاماً فقد توقعت منذ أكثر من عام أن يؤدي “الربيع” العربى إلى صعود حكومات “إسلامية” فى العالم العربي والتى بدورها سوف تمهد الساحة للهجوم الصهيوني الذى من المخطط أن يبيد العرب كما هو متنبأ فى آخر الزمان. ويبدو أن هذه المذابح قريبة جداً ولذلك فإنه يتوجب على المصريين أن يتأكدوا أنه لا حكومتهم ولا قواتهم المسلحة مخدوعة بالمشاركة أو بالتحريض على هذة المذابح
عند اختبار المنهجية الصحيحة فإنها لابد وأن تقدم تفسيراً صالحاً للواقع – سواء كان واقعاً استراتيجياً أو غيره – فى مختلف مراحل تطور التاريخ. ومنهجيتي تعمل والحمد لله وينبغي على الناقدين أن يعلموا جيداً أن الشجرة يُحكم عليها من ثمارها
هذا المقال يجادل أن القرآن والأحاديث النبوية المباركة يمكنها أن تفسر حقيقة العالم اليوم – سواء حقيقته السياسية أو الإقتصادية, حقيقة النقود, والمجتمع العالمي الموحد المشؤوم الصاعد, الحرب على الإسلام, اضطهاد المسلمين, وقبل كل شىء حقيقة دولة اسرائيل الصهيونية المهووسة بنبوءة المسيح ومهمته لاستلام قيادة العالم من الولايات المتحدة الأمريكية مع السيطرة السياسية والإقتصادية والدينية على العرب وعلى العالم كله
هذا المقال يوضح حقيقة التداعيات عظيمة الخطورة على مصر التى خُدعت سنة 1973 بتسهيل ظهور النظام النقدي الصهيوني للبترودولار, ثم خُدعت سنة 1979 بأن أقامت بغباء وبخطيئة اعترافاً بدولة اسرائيل الصهيونية الظالمة فى معاهدة مزيفة للسلام والصداقة
ويقدم المقال الدليل على ادعائنا أن العالم يعيش الآن فى آخر الزمان وأن مفتاح فهم الحقيقة البشعة للعصر الحالى توجد في دراسة علم آخر الزمان الإسلامي. وبالرغم من ادعائنا هذا إلا أن الكاتب ينظر لعلم آخر الزمان في المسيحية الشرقية بعظيم الاحترام
دعونا الآن نلقي نظرة أكثر قرباً على عالمنا المعاصر الغامض والذى نبحث عن تفسير له فى القرآن والأحاديث الشريفة. ونتمنى أن نقدم المزيد من الوصف والتحليل فى هذا الموضوع فى مقالات لاحقة إن شاء الله
عودة اليهود إلى الأرض المقدسة
إنها حقيقة تاريخية أن اليهود طُردوا من الأرض المقدسة منذ 2000 عام, ولم يفلحوا طوال كل هذه الأعوام في العودة إليها ليطالبوا بها كوطن لهم. ولأكثر من ألف عام وجد اليهود وطناً آمناً فى العالم الإسلامى فى حين أن اوروبا بالذات كانت تضطهدهم باستمرار. وأغرب وأكثر الأحداث غموضاً فى كل الأحداث التاريخية هو عودة اليهود بعد ألفي عام من النفي والشتات, ليستعيدوا الأرض المقدسة كوطن لهم. فإن اوروبا التى اضطهدتهم دائماً – هى نفسها أوروبا التى أصبحت مسؤولة عن إعادتهم إلى الأرض المقدسة. وقد ظهر لاعب جديد, اليهود الأوروبيون غير الساميين, على الساحة التاريخية ليلعبوا دوراً حاسما فى هذه العودة التاريخية. هؤلاء اليهود الأوروبيون نصبوا أنفسهم كمضطهِدِين الآن يضطهدون المسلمين في الأرض المقدسة, نفس المسلمين الذين قدموا الملجأ الآمن لليهود الساميين فى دار الإسلام لفترة أطول من ألف عام من الشتات اليهودي. وهذا المقال يتساءل: هل حدث كل هذا بالصدفة أم أن هناك تفسيراً لعودة اليهود الدموية الغامضة تلك للأرض المقدسة؟ وبما أن القرآن نزل تبياناً لكل شىء, فما هو التفسير الذى يعطيه القرآن لهذة العودة الغامضة؟
والأكثر غرابة وغموضا هو أن اليهود استطاعوا أن يستعيدوا دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة بعد مرور 2000 عام على تحطيم اسرائيل المقدسة بالأمر الإلهي, ومن المفترض الآن أنهم يعملون على تحطيم الولايات المتحدة الأمريكية, التى تمثل القوة العظمى فى العالم, حتى تحل اسرائيل محلها كآخر القوى العظمى الثلاث الحاكمة للعالم الحديث. فبنفس الطريقة التى بها حلت الولايات المتحدة الأمريكية محل بريطانيا فإن اسرائيل ستحل محل الولايات المتحدة الأمريكية فى حكم العالم. ويتساءل هذا المقال: هل يحدث هذا بالصدفة أم أن هناك تفسيراً لما سبق ذكره؟ ولو أن هناك تفسيراً فما هو؟ وهل صمت القرآن عن هذه الأحداث ولم يقدم تفسيراً؟
قدمنا تفسيرنا لهذا الأمر منذ أكثر من عشر سنوات في كتابنا الأكثر مبيعا “القدس فى القرآن”. ولقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى لغات عدة من ضمنها العربية وقرأه الكثيرون مسلمين وغير مسلمين. ولكن علماء الإسلام لم يعلقوا على الكتاب إلا بالصمت غير المبرر
تحققت عودة اليهود إلى الأرض المقدسة بسبب المصالحة والصداقة والتحالف الغامض بين المسيحيين الأوروبيين واليهود الأوروبيين. والرابط الغامض الذى استطاع أن يقرب بين هذين الشعبين المتنافرين والمتعادين ظهر بعيداً فى جبال القوقاز (انظر كتابى يأجوج ومأجوج). هذا التحالف يعرف اليوم بالتحالف اليهودى المسيحي الصهيوني وحلف شمال الأطلسي (الناتو) هو جناحه العسكري. وهذا التحالف يهيمن على معظم العالم بما فى ذلك العالم الإسلامي. ولكن هذه المصالحة وهذا التحالف له جذور أقدم بكثير من الحركة الصهيونية عندما قام اليهود الأوروبيون بتمويل الحملات الصليبية الأوروبية التى قامت بغرض تحرير الأرض المقدسة من الحكم الإسلامي. وعلى القارىء أن ينتبه أنه فى حين أن المسيحيين (الروم) فى القرآن هم اليوم جزءاً من أوروبا (اوروبا الشرقية) إلا أنهم ليسوا جزءاً من هذا التحالف الصهيوني اليهودي المسيحي
القرآن يحذر من أي تحالف يهودي مسيحي
إن دراسة القرآن الكريم بالمنهجية الصحيحة من المفترض أن تجعل العلماء المسيحيين والمسلمين يتوقعون ظهور هذا التحالف اليهودى المسيحى خلال التاريخ
لاحظ الآت:
الآية 52 من سورة المائدة في القرآن الكريم تحرم على المسلمين التحالف أو مصادقة اليهود والمسيحيين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء)
والتفاسير التقليدية للقرآن توجه انتباهنا إلى ذكر الأنواع المختلفة للعلاقات والروابط الودية التى قد تتضمنها الآية فى معناها. ولكننا نحتاج هنا للمنهجية الصحيحة, فكان لابد لهم أن يسألوا هذا السؤال أيضاً: هل هذا التحريم الإلهى للصداقة والتحالف يمتد لكل المسيحيين واليهود؟ هل القرآن يحرم على المسلمين المصريين أن يتخذوا من المسيحيين الأقباط المصريين أصدقاء وحلفاء؟
القرآن في سورة البقرة (2:120) يصف اليهود والمسيحيين أنهم أناس لا يرضون حتى ينجحوا فى جعل المسلمين تابعين لملتهم. فهل هذا الوصف الإلهى للتوجه الدينى ينطبق على كل المسيحيين وعلى كل اليهود؟ أم أن هناك بعض المسيحيين واليهود في العالم الذين يحترمون الإسلام ويعترفون بحق المسلمين فى أن يعيشوا طبقاً لملة الإسلام؟ هل تعامل المسيحيون الأقباط بهذة الطريقة لفترة تجاوزت 1300 عام التى عاشوا خلالها مع المسلمين فى مصر؟ ألم يكن المسيحيون الأقباط أصدقاء وأقارب عندما تقبل الرسول (صلى الله علية وسلم) أن يتخذ زوجة قبطية مسيحية؟
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
عندما ندرس القرآن كاملاً كوحدة واحدة فإننا نستنتج بسرعة أن الآية بأعلى لا يمكن أن تكون تعني كل اليهود وكل المسيحيين. فمثلا, الآية 82 من نفس السورة تبشر المسلمين بأنهم سيجدون من المسيحيين من يكونون الأقرب مودة لهم:
(وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى)
فهل من الممكن أن تتحقق هذة النبوءة الإلهية أخيراً فى علاقة المسيحيين الأقباط والمسلمين المصريين؟
كان يتوجب على مفسري القرآن أن يسألوا هذا السؤال: مَن هم المسيحيون ومَن هم اليهود الذين حُرّم على المسلمين أن يقيموا صداقات وتحالفات معهم؟ فلو أنهم فعلوا لوجدوا الإجابة فى كلمات الآية التالية
(بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)
وعند التفسير فإن الآية تريد أن تصرح أن: ” لا تتخذوا المسيحيين واليهود أصدقاءَ أو حلفاءَ إذا ما كانوا هم مع بعضهم البعض حلفاءٌ وأصدقاءٌ”. ثم تستمر الآية لتعلن أن مثل هذة الصداقة والتحالف مع أي حلف يهودي مسيحي سوف يؤدى بطبيعة الحال إلى فقدان الهوية الإسلامية
(وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)
عندما أشرت إلى أن هؤلاء الذين أقاموا مؤخراً حلفاً مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الحلف الصهيوني المسيحي اليهودي, من أجل أن يسقطوا النظام الحاكم فى ليبيا, وبذلك فإنهم قد خالفوا أوامر الله فى القرآن وفقدوا هويتهم الإسلامية, فإنهم غضبوا مني جداً. ولكن عندما دعوتهم لدراسة الآية بحرص مستخدمين المنهجية الصحيحة, فإن, على الأقل, بعضا منهم ندموا على ما فعلوا وتابوا فى النهاية
وهذا المقال يوجة انتباه الحكومة المصرية والقوات المسلحة المصرية إلى الحقيقة المؤسفة أن معاهدة سنة 1979 للسلام مع اسرائيل هي أيضاً مخالفة لأمر الله المذكور فى الآية بأعلى. وطالما كانت المعاهدة قائمة فإن التبعات على المسلمين المصريين مرعبة
لقد كان التحالف الأوروبي اليهودي المسيحي الصهيوني مسؤولاً عن “تحرير” الأرض المقدسة – من حكم المسلمين- لليهود. وإعادة اليهود إلى الأرض المقدسة ليطالبوا بها كوطن لهم. وإعادة بناء دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة وتسببوا فى صعود ونمو قوة اسرائيل حتى أنها الآن تستعد لتحكم العالم
لقد خالف المسلمون أمر الله فى القرآن عندما دخلوا فى هذا الحلف وهذة الصداقة مع الحلف الأوروبى المسيحي اليهودي الصهيوني. لقد فعلوا ذلك عندما,على سبيل المثال, أصبحوا أعضاء فى منظمة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي, … إلخ, التى أنشأها الحلف اليهودي المسيحي. ونحتاج لنبحث فى دور الصهاينة فى إدخال الدولة الإسلامية العثمانية فى الحرب العالمية الأولى ضد رغبة السلطان العثمانى وكثير من المسلمين الذين عاشوا فى الدولة العثمانية. فما أن تم تفكيك الخلافة إلا ووجدنا الصهاينة يحيطون بالعالم الإسلامي كله ينشرون فيه النظم الجمهورية والدول العلمانية التى أصبحت كلها في النهاية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة
تحذير من وينستون تشرتشل
لقد حذر وينستون تشرتشل عام 1920 من دور خبيث يقوم به اليهود الأوروبيون في الشؤون العالمية. كان قلقاً خاصة من الثورة فى روسيا التى أسقطت النظام الروسي القيصري (المسيحي الشرقى) عام 1917 واستبداله بالنظام البلشفي الماركسي الملحد (فقد كان كارل ماركس يهودياً). أدرك تشرتشل أن الثورة الروسية التى قادها اليهود بشكل كبير كانت بالأساس ضد الديانة المسيحية. وربما أدرك أيضاً أن اليهود عندما فعلوا ما فعلوه عام 1917 فعلوه من أجل سحب روسيا من الحرب العالمية الأولى وبذلك يحبطون الاتفاقية مع بريطانيا وفرنسا التى قضت بأن تحصل روسيا على مدينة القسطنطينية
“بعض الناس يحبون اليهود وبعضهم لا, ولكن لا يوجد شخص عاقل لديه شك فى حقيقة أنهم بدون أدنى شك أكثر شعوب العالم صعوبة و تميزاً
وربما كان نفس هذا الشعب المذهل يقوم حالياً على إنشاء نظام جديد من الأخلاق والفلسفة, نظام بقدر من الخبث مساوٍ لنفس القدر الذى كانت به المسيحية خيراً, والذى إذا انتشر ولم يتم إيقافه فإنه سوف يحطم بلا رجعة كل ما جعلته المسيحية ممكناً. ويبدو أنه قد قُدِّر لإنجيل المسيح وإنجيل عدو المسيح أن يَصدرا فى نفس الشعب, وأن هذا الشعب الغامض السري قد اختارته الظواهر العليا سواء كانت إلهية أو شيطانية.” (وينستون تشرتشل, Illustrated Sunday Herald, 8 فبراير, 1920, صفحة 5)
كان اليهود الصهاينة قد كسبوا بالفعل الدعم البريطاني المتضمن فى وعد بلفور عام 1917 والقاضي بإنشاء دولة لليهود فى الأرض المقدسة الواقعة تحت الحكم العثماني. ومن الواضح أن ما قام به اليهود الرّوس عام 1917 (الثورة الروسية) كان لمنع الروس القيصريين المسيحيين (الروم فى القرآن) من أن يسيطروا على المدينة ذات الموقع الاستراتيجى التى تتحكم فى مضيق البوسفور. فقد علموا أن التهديد الأكبر على الإطلاق لدولة اسرائيل المستقبلية سيأتى من روسيا المسيحية, وأن القوات البحرية الروسية لا تستطيع أن تصل للبحر المتوسط إلا عن طريق مضيق البوسفور. ولذلك فقد أدركوا أن أمن الدولة اليهودية المقامة على أرض فلسطين كان يعتمد على منع سيطرة روسيا على مدينة القسطنطينية
تحذير من ألبرت آينشتاين
أحد أشهر اليهود فى العصر الحديث, ألبرت آينشتاين, هو الآخر أنكر واشمأز من السياسات التى يتبعها اليهود الصهاينة. هاهو مقتطف من نص رسالتة (المنشورة 28 عاما بعد مقال وينستون تشرتشل) فى النيويورك تايمز (الرابع من ديسمبر عام 1948) التى اعترض فيها على زيارة مناحم بيجن (الذى أصبح فيما بعد رئيس وزراء اسرائيل) للولايات المتحدة الأمريكية, وحذر من النية الصهيونية لإنشاء “دولة قائدة” فى الأرض المقدسة
” … التناقض بين المطالبات الجريئة التى يقوم بها بيجن وحزبه, وبين سجل تصرفاتهم السابقة فى فلسطين يحمل معنى أن هذا ليس حزباً سياسياً عادياً. إنه الطابع الذى لا يُخطئ للحزب الشمولي الفاشي الذى يستخدم الإرهاب (ضد اليهود والعرب والبريطانيين بنفس الدرجة) والتحريف كوسائل, والدولة القائدة هى الهدف.”
(يمكن للقارىء أن يلاحظ أن ما كان آينشتاين يشير إليه هنا بكلمة “دولة قائدة” هو نفسه ما أشرنا إليه بكلمة “دولة حاكمة”)
الخاتمة
هذا المقال استخدم القرآن ليفسر حقيقة عودة اليهود إلى الأرض المقدسة بعد 2000 عام من النفى والشتات. وهذا التفسير يتواجد جزئياً فى ظهور التحالف الغامض بين اليهود والمسيحيين الأوروبيين الذى قام بتحرير الأرض المقدسة من أجل اليهود ثم أعاد اليهود إلى الأرض المقدسة ليطالبوا بها كوطن لهم ثم أعادوا إنشاء دولة اسرائيل فى الأرض المقدسة ثم غذّوها وحموها حتى أن دولة اسرائيل تستعد الآن لتحكم العالم كله
القرآن يحرم على المسلمين إقامة أي علاقات ودية أو تحالفات مع أي تحالف يهودي مسيحي – وبذلك فإن معاهدة السلام بين مصر واسرائيل عام 1979 غير شرعية