شرح الأجندة الإمبريالية الغامضة لإسرائيل
يمكن الحصول على المقال على شكل ملف في الرابط التالي
http://www.mediafire.com/view/?wr4inlvqa3z05z9
عمران حسين
مقالات- الإسلام والسياسة
الأربعاء 10 رجب 1428
الأربعاء 25 تموز 2007
عندما صرح هاري بيلافونتي (الناشط الاجتماعي والفنان الأمريكي) بأن جورج بوش الابن هو “أكبر إرهابي في العالم”، كان من الواضح أن بيلافونتي وعلى الرغم من أنه لم يدرس الموضوع بشكل كافٍ – فتلك الصفة رديئة الصيت تعود لإسرائيل وليس بوش- قد أظهر بالتأكيد فهماً أكبرللموضوع، وشجاعة أكثر من معظم السياسيين والقادة اليوم.
ولكن يوجد لإسرائيل علامة فارقة فريدة من نوعها، تتوارى باستمرار عن أنظار الكتاب و العلماء ورجال السياسة: إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي قامت ومازالت تقوم بشكل مستمر بشن حرب غير عادلة وفي تلك الأثناء تتجاهل وتزدري رأي “الجنتايل” (أي الشخص الغير يهودي) حتى أنها تقوم بالتصعيد لإشعال الحرب بينما تجعل بقية العالم مغلوباً على أمره وعاجزاً عن فعل أي شيء ملموس لوقفها.
بقية العالم بالتأكيد عدا الإسلام!
إن الرد العسكري الإسرائيلي الوحشي المتعمد وغير المتكافئ الذي قامت به إسرائيل رداً على قيام المقاومة الإسلامية السنية في قطاع غزة بأسر أحد جنود العدو ، وكذلك رداً على قيام المقاومة الإسلامية الشيعية في جنوب لبنان بأسر اثنين من جنود العدو، لم يثبت فقط أن إسرائيل ارتكبت جريمة حرب أخرى فحسب بل أنه فوق ذلك أوقع اسرائيل في شر أعمالها حتى تنال جزاءها الذي تستحقه في نهاية المطاف لقيامها بتلك الجرائم، بعقوبة تتناسب مع فداحة جرائم الحرب التي ارتكبتها.
لم يحدث أبداً أن قام الأنبياء داوود وسليمان عليهما السلام بشن أية حروب بالطريقة التي تقوم فيها إسرائيل بشن حروبها، باتباعها لدستور أخلاق للحرب يشرع القصف العشوائي لتدمير التجمعات السكنية للمدنيين بالكامل وقتلهم رجالاً ونساءً وأطفالاً، في منازلهم وقراهم ودور عبادتهم، وتشرع تفجير الملاجئ (قتل 60 شخصاً في قصف ملجأ قانا في لبنان كان من بينهم 37 طفلاً)، بالإضافة إلى تدمير المطارات المدنية والطرق والجسور ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ومحطات المياه وإلى أخره من المنشآت، ويشرع تشريد ما يقارب نصف التعداد السكاني لبلد ما وتحويلهم إلى لاجئين يفرون بحياتهم.
ليس أمام الواحد منا إلا أن يطرح التساؤل: لماذا لم يقـُـم اليهود العبرانيون الذين عاشوا في سلام مع المسلمين في العالم الإسلامي لأكثر من ألف سنة قبيل ولادة الدولة اليهودية –الأوروبية بالتساؤل فيما إذا كان قادة إسرائيل من يهود أوروبيين هم فعلا ً يهود أم أنهم عبارة عن همج أوروبا تنكرواعلى هيئة يهود؟
بنت جبيل، ابن جبيل وعقوبة إسرائيل النهائية.
يجب على العالم الآن أن يعلم أن الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- قد تنبأ بأن عقوبة إسرائيل النهائية والعادلة سوف تكون على يد جيش مسلم.
لقد سبق وأن ذاقت إسرائيل القليل من طعم تلك العقوبة ، فقد وصف كاتب المقالات رفيق شاه في جريدة “دايلي إكسربس” البريطانية ماحدث عندما حاولت إسرائيل أن تقوم باعتداء بري على بنت جبيل القرية الكائنة في الجنوب اللبناني، ورفيق شاه بدوره سبق له وأن تلقى التدريب العسكري الاستراتيجي، يقول في عموده الصحفي المنشور في الدايلي اكسبرس “Daily Express“:
” بعد أن قاموا بقصف العدو لأيام ظنوا أنه لم يتبقى أمامهم سوى مواجهة الأنقاض، ولكن بدلاً من ذلك وقعوا في الكمين تلو الآخر راضخين لسيطرة رجال أنضجتهم حروب الصحراء. خلال ساعات كان 11 جندياً إسرائيليا ً مطروحين أرضا ً أمواتا ً بالإضافة للعشرات من الجنود المصابين إصابات بالغة. كان الجنود يبكون بلوعة بينما كان جنود حزب الله يرمونهم بالمزيد من الرصاص. أمضى الإسرائيليون ساعات عدة في سحب وتخليص جنودهم ولم يتم ذلك إلا باستخدامهم لخيرة مدرعاتهم كسيارات إسعاف. كتب مراسلوا الأخبار على الجانب الإسرائيلي من الحدود عن قادة عسكريين وجنود إسرائليين ينتحبون بينما كانوا في حالة من الذهول بعد أن ذاقوا طعم معركة حقيقية، يجرجرون أنفسهم في طريق عودتهم لبر الأمان كجيش مهزوم أشعث يغمره تراب الهزيمة”
بنت جبيل في اللغة العربية تعني إبنة جبيل، بينما يكون ابن أو بن جبيل هو ابنه الذكر. يجب على إسرائيل الآن أن تتوقف وتفكر مليا ً : إذا كانت بنت جبيل قد قاتلتهم هكذا فكيف سيقاتلهم ابن جبيل؟
إن عقوبة إسرائيل النهائية كما تنبأ بها الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- بكلمات محفورة في قلوب ملايين المسلمين حول العالم، سوف تكون فقط عند عودة المسيح عليه السلام. لقد أبلغنا النبي عليه السلام بأن المسلمين سوف يقاتلون اليهود وأنهم سوف يقتلونهم و ينتصروا عليهم لدرجة تجعل الحجر ينطق، كما في الحديث النبوي في مسلم وبخاري:” لتقاتلـُنّ اليهود فـَلـَـتــَقـتـلوهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتـُـلـهُ”
تلك النبوءة تكفينا اليوم للتمييز بين المسلم الحقيقي والمسلم الزائف. إن المسلم المخلص لا يشعر بالخوف من إعلانه أن الجهاد (الحرب العادلة) لتحرير الأرض المقدسة من ظلم واضطهاد إسرائيل قد بدأ بالفعل. المسلمون الزائفون، من القائد إلى الطباخ، يسارعون في إبعاد أنفسهم عن أيّ كفاح مسلح مـصـرّيـن على أن الجهاد هو صراع أخلاقي “داخلي” للفرد حصريا ً بينه وبين نفسه على المستوى الروحي وليس له علاقة بتاتا ً بذلك الكفاح المسلح عادل القضية.
بإمكان أعداء الإسلام أن يعضوا أناملهم بإحباط غيظا ً بينما يقومون بانتقاد وشجب كلمات الرسول القوية لأنها حسب رأيهم “تحرض على الإرهاب”. وبإمكان المسلمين المـُـضـَـلـّلين المعتادين على التبرير أن يستنفذوا حبر أقلامهم وهم ينكرون بشراسة أن الرسول قد قام يوماً بالإدلاء بنبوءة كهذه. بإمكانهم حتى أن يـُغـلـّـفوا تلك الكلمات بالسكر لتلطيف وطأتها مستخدمين “تأويلات تقدمية” للحديث. وتستطيع إسرائيل أن تقوم بالهجوم على إيران وأن تقوم بإحداث دمار جنوني في المزيد من مناطق العالم العربي/ الإسلامي بعد تدمير غزة ولبنان. ومع كل ذلك فإنه لا يمكن لأحد أن يتفادى التحقـّق النهائي لنبوءة الرسول بأن المقاومة المسلحة الإسلامية ضد ظلم إسرائيل سوف تنجح في النهاية. في يوم النجاح ذلك عندما تنطق الحجارة ،حتى الحجارة ستنطق، وسوف يكون الإسلام قد أحرز النصر على جميع الخصوم!
ولكن بينما سيكون على كل من النجاح النهائي لتلك المقاومة المسلحة، وإنزال العقوبة الجزائية التي تستحقها إسرائيل الانتظار حتى عودة المسيح عليه السلام، فمن المحتمل جدا ً أن تقوم القيادة السياسية والعسكرية لإسرائيل بجر العالم نحو حافة الدمار الشامل إذا قامت إسرائيل بشن هجمة نووية استباقية على إيران (انظر للمقالة بعنوان: “هل ستهاجم إسرائيل إيران؟”) .
إذا كانت إيران تمتلك أسلحة نووية تم شراؤها من الدول الأخرى، واختارت أن ترد على الإسرائيليين بالمثل فإن هجمة ً إسرائيلية نووية استباقية كهذه ستؤدي في النهاية إلى موت مئات الآلاف من الإسرائيليين و الإيرانيين، وذلك قد يهبط بنا جميعا ً في حفرة من النار المشتعلة!
وإذا تبين أن إيران لم تكن تمتلك أسلحة نووية فإن موت الإيرانيين الجنتايل (ينظر اليهود إلى غير اليهود “الجنتايل” نظرة دونية) لن يؤخذ بعين الاعتبار من وجهة نظر من يدعون أنهم ” شعب الله المختار”.
الدين الإسلامي هو القوة الوحيدة الجادة في العالم اليوم بتقديم مقاومة مسلحة ضد الظلم والقمع في وحول المنطقة التي ينبغي تسميتها بصورة لائقة بالأرض المقدسة.
الإسلام يحتل اليوم الصدارة في الشؤون الدولية، وإن احتلال المعتقد الديني لموقع الأهمية المركزي في الشأن الدولي تنامى فقط لدى قيام إسرائيل بالسعي بلا هوادة لتحقيق قدرها المرتبط بمفهوم عودة المسيح (من وجهة النظراليهودية) وانغماسها في ارتكاب الظلم متحدية ً قيم الفضيلة والفطرة السليمة للبشر.
إن الكاتب المسلم الذي أحدثكم عنه يضطر باستمرار للتصدي للمساعي الشيطانية لاغتياله معنويا ً (قدحه وذمه) والتي تسعى بكل خبث لتصويره على أنه “إرهابي” وأنه يشكل “خطرا ً كبيرا ً على الأمن”. وإن لم يكن ذلك كافيا ً فسأخبركم أنه كان عليه أن يقوم بتحضير نفسه للتعامل مع إقرار القوانين الجديدة لما يـُـسَـمـّى بـ “الديمقراطية” في البلاد والتي يجري تنفيذها الآن (وهي في حقيقتها فرض للديكتاتورية القبلية ومفهوم الدولة البوليسية، وهي الأمور التي تسعى القبيلة الحاكمة لهذا البلد لتنفيذها بإصرار وعناد أعمى)، وفي ظل تلك الإدارة الجديدة سوف يتم حرمان الإسلام حتى من حرية شراء مساحة للتعبير في الجريدة.
ثلاث مراحل للمخطط الكبير
يبدو أن ذلك القدر النهائي سيتحقق قريبا ً، وهكذا فقد آن الأوان للقراء ليستغلوا ما تبقى من الوقت في محاولة فهم الموضوع من المنظور الإسلامي.
إن قيامنا بشرح هذه المراحل الثلاث للمخطط الكبير سوف يمكننا حقيقة من ان نشرح كذلك الكثير من تاريخ السياسة الدولية والشؤون الاقتصادية خلال القرون القليلة الماضية.
في المرحلة الأولى والتي امتدت لوقت طويل من الزمن، قام النظام العالمي الذي كانت تحكمه بريطانيا (Pax Britanica) بشن حروب استعمارية على بقية دول العالم، وفي النهاية نجحوا بذكاء في “تحرير” الأرض المقدسة من الحكم الإسلامي المـُـحسن الـخَـيـّـر، كما نجح ذلك النظام العالمي في ترأس عملية ولادة الدولة المحتالة المخادعة: إسرائيل-الأوروبية.
في المرحلة الثانية من المخطط الكبير، (Pax Americana)مرحلة سيطرة أمريكا على النظام العالمي، وهي مرحلة ما زالت قائمة وسوف تستمر لوقت أقصر من المرحلة الأولى، خلفت أمريكا بريطانيا في حكم العالم، واستمرت بشكل غامض في حماية الدولة اليهودية- الأوروبية المتغطرسة المتوحشة والطامعة في التوسع، وذلك بمنحها عددا ً لا يحصى من التصويت بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في الأمم المتحدة.
ولقد قام ذلك النظام العالمي الأمريكي كذلك بشن الحروب نيابة عن إسرائيل، حتى تجعل من العالم مكانا ً أكثر امنا ً لنمو إسرائيل وتطورها لتصبح قوة عظمى مسلحة نوويا ً.
أطروحتنا تقدم للقراء تفسيرا ً للـهَـوَس الأمريكي الغامض بالأرض المقدسة، والمماثل للهوس البريطاني بها.
لقد كان هنالك عنصر مالي (نقدي) ساهم بالإضافة للحروب في بزوغ نجم الولايات المتحدة الأمريكية كدولة حاكمة للعالم (من بعد بريطانيا)، حيث احتل الدولار الأمريكي مكان الجنيه الاسترليني كعملة عالمية، وأصبحت الولايات المتحدة مُقرض المال الأول في العالم بلا منازع.
يشير تاريخ هاتين الدولتين المسيطرتين، بريطانيا وأمريكا، إلى أن من يـُحكم سيطرته على المال العالمي يستطيع كذلك أن يُسيطر على العالم نفسه.
إن السيطرة والتحكم بالمال قد يُستخدم لمنع تداول الثروة في النظام الاقتصادي، وبذلك يضمن أن يبقى الأغنياء دائما ً أغنياءً، وأن يبقى الفقراء دائما في عوز وبؤس. كما أن إحكام السيطرة على المال قد يتم استغلاله لشراء ولاء الأثرياء حتى يستمروا في زيادة ثرواتهم، ولذلك فإنهم قد يقومون بالانضمام لصف الظالم ومساعدته في السيطرة على العالم، وقد تؤدي تلك السيطرة كذلك إلى إضعاف الفقراء لدرجة من الوهن تجعلهم عاجزين عن مقاومة الظلم.
هذا هو الوصف الدقيق لحالة العالم اليوم، وهي الحالة التي تشكل هدفا ً حاسما ً وهاما ً للمخطط الكبير.
ومن ثم في المرحلة الثالثة ، الأخيرة والأقصر بين مراحل المخطط الكبير، فإننا سنشهد نظاماً عالميا ً يهوديا ً(Pax judaica) على وشك الصعود واستبدال النظام العالمي الحالي (الأمريكي)، ومرة أخرى فإن الطريق من الدولة الثانية إلى الدولة الثالثة والأخيرة المسيطرة على العالم بحسب المخطط الكبير سوف يتم تمهيده عبر شن مجموعة من الحروب الغريبة.
سوف تحتل إسرائيل مكان أمريكا كدولة مسيطرة على العالم قريبا ً، وعندما يحدث ذلك وفي نهاية المطاف سوف يقوم شخص يهودي بحكم العالم من القدس وسوف يدّعي أنه هو المسيح الحق! ولكنه لن يكون المسيح عيسى عليه السلام، في الواقع لقد شرح لنا الرسول محمد- عليه السلام- أن ذلك الرجل اليهودي سوف يكون الدجال! المسيح الدجال!
نحن الآن على مشارف تتويج المخطط الشيطاني الذي بدأ بالتّـكـشّـُـف المشؤوم منذ أن قامت الجزيرة الصغيرة بريطانيا بترويع العالم ومفاجأته من عدة قرون بتحولها إلى أول دولة حاكمة للعالم أجمع في العصر ما بعد التوراتي ( أي منذ أن قام النبيان داوود وسليمان بتأسيس أول دولة حاكمة للعالم أجمع في التاريخ).
الإرهاب والمخطط الكبير
لقد تم افتتاح المعبر بين المرحلة الأولى والثانية في المخطط الكبير بارتكاب أعمال الإرهاب المنظم الذي تم التخطيط له بحذر كبير، عندما تم اغتيال الدوق الأكبر فرانز فيرديناندن دوق النمسا والمجر، والذي حدث في سراييفو صيف عام 1914. إن أولئك الذين خططوا للاغتيال (وأتساءل إذا كان تروتسكي طرفا ً في المؤامرة) قاموا كذلك بدس آثار كاذبة في مسرح الجريمة تُـشير بأصابع الاتهام نحو روسيا. ولقد مهدت تلك الحادثة الطريق نحو قيام الحرب العالمية الأولى، والتي بدروها استـُـغلّت بنجاح لتفكيك الامبراطورية الإسلامية العثمانية، ولـ “تحرير” الأرض المقدسة بحسب المنظور اليهودي.
سوف تسمح حروب يومنا هذا لإسرائيل وأمريكا في النهاية بان تتحكما في النظام المالي الالكتروني الجديد للعالم، والذي سوف يحل محل العملة الورقية عندما ينهار الدولار الأمريكي.
إن أهم نقطة تركز عليها هذه المقالة هي أن العالم الآن يقف في تلك اللحظة الحرجة التي بلغت فيها المرحلة الثانية من المخطط الكبير ذروتها وبدأت فيها المرحلة الثالثة من المخطط في الظهور.
الرسول محمد ، المخطط الكبير والرقم 666
أعتقد أن الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- قد تنبأ بالمراحل الثلاثة للمخطط الكبير (النظام العالمي ذو السلطة المطلقة)، والتي سوف تعين المسيح الدجال على تحقيق مهمته أخيراً، وهي انتحال شخصية المسيح الحق عيسى – عليه الصلاة والسلام- وبذلك يصل لحكم العالم منطلقا ً من الدولة المحتالة الزائفة إسرائيل في الأرض المقدسة.
قال رسول الله:” .. يخرج الدجال في أمتي فيمكث في الأرض أربعين يوما ً يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم ” . صحيح مسلم
ولقد تنبأ كذلك، فيما يـُعرف بحديث تميم الداري، بأن القاعدة الأساسية التي سينطلق منها الدجال (بمعنى المرحلة الأولى من مهمته والتي تستمر ليوم كسنة) ستكون جزيرة متخصصة في التجسس، وأنها تقع على مسافة رحلة شهر بالبحر من الجزيرة العربية، أعتقد أن تلك الجزيرة لا يمكن إلا أن تكون هي بريطانيا!
عندما تقوم بتحليل الرمزية الدينية للإنجيل، فإنه يظهر لنا بوضوح أن الرقم “ست مئة” ، عند ربطه بموضوع الدجال، يشير إلى المرحلة الأولى من المخطط الكبير والتي دامت لوقت طويل وشهدت نشوء أول دولة تحكم العالم أجمع في تاريخ العصر ما بعد التوراتي، وبالتالي فهي تشير إلى النظام العالمي البريطاني (Pax Britanica).
والرقم “ثلاثة عشرينات (ستين)” يشير إلى المرحلة الثانية وهي الحالية وسوف تدوم لوقت أقصر من الزمن، ولقد شهدت بزوغ ثاني دولة حاكمة للعالم وبالتالي فهي تشير إلى النظام العالمي الأمريكي (Pax Americana).
وأخيرا ً الرقم “ستة” فهو يشير إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من المخطط الكبير والتي عبرها سيقوم المسيح الدجال بإتمام مهمته أخيرا ً والظهور بالشكل الآدمي ليحكم العالم من القدس من الدولة المحتالة الزائفة الحاكمة للعالم إسرائيل،في الفترة التي سوف تعرف بــ (Pax Judaica) فترة النظام العالمي اليهودي.
سوف ننظر الآن في ردود فعل متناقضة على الظلم.
الإستجابة للظلم (ردود أفعال على الظلم)
لقد شكل أمير المؤمنين مالكوم إكس مصدرإلهام منذ وقت طويل لمسلمي العصر الحديث، ماكلوم الذي قام ذات مرة بمعالجة هذا الموضوع وشرح ردود الفعل المختلفة على الظلم الذي قاساه العبيد.
لقد خضع “عبد المنزل” لنفس الظلم الذي وقع على “عبد الحقل” كان كلاهما مُـجرّدين من “الحرية الخارجية” وهكذا فقد كانا واقعين تحت عبودية “خارجية”. ولكن بينما كره “عبد الحقل” ذلك الظلم وتلك العبودية، فقد استسلم “عبد المنزل” لها وتـَـوَحّـد مع سيد العبيد وقبل بعبوديته، لقد كان دماغه مغسولا ً وكان أعمى البصيرة لدرجة أنه أصبح تابعا ً مخلصا ً لسيد العبيد، كان جاهزا ً دائما ً لخدمة السيد كيفما تطلب الأمر وفي أي وقت احتاجه السيد.
إن “عبيد المنزل” حول العالم اليوم قد قاموا برفع أنفسهم بالرافعة (الصعود للقِمـّة بطريقة متكلفة وبعون من الآخرين) حتى يصبحوا قادة المجتمعات الإسلامية.
ومن جهة اخرى فإن “عبد الحقل” كان عبدا ً فقط من “الخارج” ولكنه “داخليا ً” كان رجلا ً حرا ً، وبسبب تلك الحرية “الداخلية” فقد كان لدي “عبد الحقل” القدرة على “الرؤيا” وبالتالي إدراك ظلم وخبث سيد العبيد، ولقد كره ذلك ملئ قلبه وروحه. لم يستسلم “عبد الحقل” أبدا ً للظلم والخبث بل على العكس لقد كان في شوق دائم لاستعادة حريته وتفكيك وإزالة نظام العبودية، وهكذا فقد قام “عبد الحقل” بالاستجابة للظلم والعبودية بنمط مناهض للنظام.
كان سيد العبيد يبغض “عبد الحقل” ويزدريه ولذلك فقد جعله يدفع الثمن غاليا ً لقاء عدم استسلامه له وعدم رغبته في ان يصبح جزءا ً من نظام العبودية.
إن المسلمين الذين يتبعون خطى الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- هم “عبيد الحقل” في يومنا هذا! عبيد الحقل الذين تجرؤوا على تقديم مقاومة مسلحة ضد الظلم الوحشي الهمجي الإسرائيلي في الأرض المقدسة ومناطق أخرى، ويتم تشويه صورتهم والإشارة إليهم بأنهم إرهابيون.
لو كان مالكوم إكس على قيد الحياة اليوم فمن المؤكد أنهم سيصفونه بالـ “الإرهابي” وبانه يشكل “خطرا ً كبيرا ً على الأمن”، ولكان دخوله لمعظم دول الكاريبي ممنوعا ً بالتأكيد.
لا بدّ أن أبطال الأمس عبيد الحقل المحاربين في سبيل الحرية حول العالم يتقلبون في قبورهم غير مرتاحين لأن اولادهم خلفوهم بأن أصبحوا حُـكّـامـا ً وتحولوا إلى عبيد المنزل التابعين لسيد العبيد الظالم.
عندما كان الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن يُـحضّر لشن حربه غير العادلة على العراق أظهر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي شجاعة ً ونزاهة ً بردهم على ذلك بالخروج في مسيرات احتجاجية كبيرة في الشوارع. لقد شاركت معهم في التظاهر في جوهانسبيرغ قبل 3 سنوات (عام 2003) في صبيحة يوم مشمس من شهر فبراير، ولقد أسرت قلبي مشاهدة راقصي فرقة الزولو يؤدون رقصتهم وأناشيدهم الشعبية المؤثرة والجميلة.
ولقد استنكر نيلسون مانديلا بشكل قاطع الحرب التي كانت عبارة عن سعي نحو سرقة النفط العراقي. ولم يتردد كذلك رئيس الوزراء الماليزي الأسبق د.مهاتير في استنكار كل من الحرب على العراق وهجمة 11 من سبتمبر الإرهابية على أمريكا بصفتهما كانا حدثين تم التخطيط لهما وتنفيذها بالنيابة عن إسرائيل (لأجل منفعتها).
حكومة ترينيداد وتوبيغو القبلية لا يمكن أبدا ً أن تكون غير مدركة للدلالات المُخزية التي نتجت عن قيام رئيس وزراء ترينيداد مانينغ بالحج الدبلوماسي إلى القدس في خطوة غير حكيمة أبدا ً، ليؤكد على صداقة حكومته للدولة الأوروبية-اليهودية إسرائيل.
ربما كانت تلك المبادرة الدبلوماسية الاستثنائية رفيعة الشأن مطلوبة منه، بعد أن تم إمساك رجل يحمل الجنسية الإسرائيلية متلبسا ً بالجرم المشهود في موقف محرج، بينما كان يتحصن في كوخ في غابة بالقرب من قرية أروكا لحيازته غير المشروعة لختم الهجرة الخاص بجمهورية ترينيداد وتوبيغو .(لمساعدة مواطنين من ترينيداد على الهجرة إلى إسرائيل).
لوكان الرجل الذي تم إلقاء القبض عليه مسلما ً فلن يتم السماح له أبدا ً بمغادرة البلاد جوا ً مع تغريمه غرامة مخففة من المحكمة قدرها 2000 دولار أمريكي، ودون أي إشارة واحدة لتُهم تتعلق بالإرهاب.
لو كان مسلما ً لوافق عبيد المنزل الأصليين التابعين للسيد الظالم، بحماس بالغ على تسليم ذلك الرجل بصفته مجرما ً ليتم إيداعه في ذلك الـتّـجَـلّي الجديد –المثير للفضول- لمفهوم الجمهوريين الأمريكيين عن “الديمقراطية”، أي تسليمه إلى معسكر التعذيب في غوانتانامو، المكان الذي أصبح معروفا ً بأن الجنود الأمريكيين فيه يقومون بالتبول على نسخ من القرآن، وحتى أنهم يقومون بسحب مياه المرحاض على الكتاب المقدس.
بعيدا ً عن بعض القادة الضالين الذين يسمون بالقادة المسلمين في ترينيداد و توبيغو، والذين يشاركون القبيلة الحاكمة للبلاد في صداقتهم المخجلة مع الدولة الغاصبة إسرائيل، فإن معظم المواطنين المحليين يعارضون الدولة الأوروبية- اليهودية، والكثير منهم سيقبلون بكل سرور على الالتحاق بالكفاح من أجل التحرر من الظلم الإسرائيلي.
هم ليسوا وحيدين في معارضتهم لذلك الظلم، ويتضح ذلك في المقالات الحديثة لكل من ديفيد عبدالله ورفيق شاه، المنشورة في الصحف المحلية.
في الواقع لقد أدرك الشاعر الإنجليزي جون دون (1572 – 1631) ،منذ وقت طويل في القرن السابع عشر الميلادي، أمرا ً ما زالت القبيلة الحاكمة للبلاد لا تدركه حتى الآن عندما أنشد قائلا ً:
وعندما قويت شوكة “الشعب المختار” تحولت قضيتهم العادلة إلى قضية خاطئة.
في هذه الأثناء التي تستمر فيها الصورة الحقيقية للاعتداءات الإسرائيلية الجوية على غزة ولبنان بالإنكشاف،وحيث أن إسرائيل مستمرة في مساعيها لتوسيع رقعة حرب التدمير المجنونة الجارية حاليا ً ربما حتى تجس نبض إيران لمعرفة فيما إذا كانت تمتلك أسلحة نووية أم لا، فإنه بإمكاننا أن نتوقع بكل ثقة أن يقوم المزيد من اهل هذا البلد (ترينيداد) باستنكار وشجب إسرائيل لجرائم الحرب التي ترتكبها. بينما السياسيون – وللأسف الشديد- نادرا ً ما يملكون النزاهة والشجاعة الكافيتين لكي يقولوا للأعور أعور بعينه عندما يكون هذا الأعور هو إسرائيل!
وجهة النظر المسيحية في الموضوع
يعتقد الكثير من المسيحيين (في الغرب) أن ولادة الدولة الأوروبية-اليهودية إسرائيل كان بفعل الحكمة الإلهية التي أرادت تحقيق نبوءة توراتية. ولقد كانت، حسب وجهة نظرهم، حكمة إلهية جاءت لتفسير السبب وراء ما يبدو وكانه عودة إعجازية لليهود إلى الأرض المقدسة للمطالبة بها على أنها تعود لهم بعدما يقرب ال 2000 عام منذ أن تم طردهم منها ونفيهم بأمر إلهي.
إن أشخاصا ً مـُـضلّلين بهذا الشكل لا يتوقفون للتفكير في أن النظام العالمي الأوروبي الفاسد الظالم الذي قام بـ”تحرير” الأرض المقدسة من الحكم الإسلامي المـُحسِن الخَـيّـر، وجعل من عودة اليهود إلى الأرض المقدسة ممكنا ً، لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال (النظام العالمي الأوروبي) أداة من أدوات الحكمة الإلهية، لأن الحق لا يتوافق مع إنكار وجود الرب القدير والكفر به ولا مع الفساد والظلم.
إنهم يُغلقون أعينهم متعمدين عن قيام إسرائيل بإراقة دماء الأبرياء، لانهم يعتقدون أن رقصة الحرب الشريرة التي تؤديها إسرائيل مبررة اخلاقيا ً وروحيا ًفي سياق تحقيق النبوءة التوراتية.
بحسب المؤيدين المسيحيين لإسرائيل (في الغرب) فإن سلوك إسرائيل يبدو وكانه صادر عن ظالم، ولكنهم يجدون فلسفة أخلاقية غامضة في مكان ما (ربما في هوليوود) تُـبَـرّئ إسرائيل وتبرر الظلم وأعمال الذبح الغاشمة التي أطلقت لها إسرائيل العنان ضد المواطنين العرب الـعُـزّل من مسلمين ومسيحيين على السواء، وذلك التبرير هو أن تصرفات إسرائيل تمثل عقوبة إلهية للعرب.
ويعتبرون كل من يعارض إسرائيل ويقاومها شخصا ً شريرا ً، وبما أن الأتباع الحقيقين للرسول محمد –عليه الصلاة والسلام- بقوا وحدهم القوة الوحيدة الجادة في مقاومة ظلم الدولة الأوروبية-اليهودية، فإنهم يعتبرون المسلمين أشر شرار العالم.
عندما تساءل ديفيد عبدالله :” هل جُـنَّ جنون إسرائيل؟”، وعندما قام رفيق شاه بالتحذير :” لا تبكوا على إسرائيل عندما يحين وقت الجزاء”، لا بد ان مناصري إسرائيل قاموا على الأرجح بربط “ضلال” هذين الكاتبين الصحفيين (وهما من ترينيداد) بعلاقتهما بالإسلام والتي تظهر ضمنيا ً في إسميهما.
إنهم مقتنعون أنه لا بد وأن المسلمين هم قبائل يأجوج ومأجوج الأشرار المذكورين في كتبهم المقدسة وان الرسول محمد هو المسيح الدجال.
وجهة النظر اليهودية في الموضوع
من الصعب جدا ً تقبـُّل وجهة النظر المسيحية الإنجيلية (البروتستانتية) في إسرائيل في عصرنا هذا، فماذا نفعل حيال وجهة النظر اليهودية السائدة والتي تؤمن بأن عيسى –عليه السلام- هو ابن زنا وبأنه هو المسيح الدجال ! وبأن محمد رسول زائف ؟!
لقد أدت علمنة الحضارة الغربية المعاصرة (فصل الدين عن الدولة) إلى دفع المجتمعات الأوروبية بشكل متزايد نحو الإلحاد والفجور، ولقد كان للغرب كذلك سجل مخز ٍ حافل بالظلم والاضطهاد لغير الأوروبيين.
العرب ينحدرون من سلالة إسماعيل ابن إبراهيم –عليهما السلام- ولقد تمت إدانته في التوراة ووصفه بالتالي:
” .. وانه يكون إنسانا ً وحشيا ً يده على كل واحد (أي قاطع طريق ولص) ويد كل واحد عليه (أي أن البشرية جمعاء سوف تكرهه وتحارب ضده)” سفر التكوين (16:12)
بإمكان قُرائنا الآن أن يفهموا العلاقة بين التشوهات في التوراة المحرفة وحدود إسرائيل الإقليمية الآخذة بالتوسع بشكل مشؤوم.
القرآن والأرض المقدسة
يفسر الشيخ عمران هذه الآية كالتالي: إن الله تعالى يأمر المؤمنين بألا يتخذوا من التحالف اليهودي-المسيحي حليفا ًلهم، لأنه عندما يتم التحالف بين اليهود والمسيحيين فإن ذلك علامة على فساد وشر ذلك التحالف لأنه لم يسبق في التاريخ أن كانت هاتان الطائفتان متحالفتين ومتصالحتين بهذا الشكل، بينما من الجائز التحالف مع مسيحيين او يهود ممن يرفضون الظلم الإسرائيلي ولا ينتمون إلى التحالف الصهيوني اليهودي العالمي.
أي أن الله تعالى قد أبلغنا في التوراة والزبور أنه فقط عباد الله الصالحون المؤمنون سوف يرثون الأرض المقدسة.
إن ذلك البيان القرآني تدعمه بعض المزامير.
لقد وضح القرآن أنه في أي وقت يخرق فيه بنو إسرائيل الشرط الإلهي لوراثة الأرض المقدسة، (أي الإيمان بالله والعمل الصالح) فإن الله سبحانه وتعالى سوف يطردهم من تلك الأرض.
حدث الطرد الأول بعد موت النبي سليمان عليه السلام كعقوبة لهم على افترائهم الكذب على الله (تحريف الكتب المقدسة وإعادة كتابتها لدس الزور والإفك فيها) فـتـمّ نـَـفـيُهم إلى بابل ولدى عودتهم إلى الأرض المقدسة فقد نقضواالشروط الإلهية مرة أخرى عندما ثاروا ضد أنبياء الله وقتلوا بعضا ً منهم. حتى أنهم تباهوا بصلب المسيح، وكنتيجة لذلك فقد طُردوا من الأرض المقدسة مرة أخرى.
لقد عاد بنو إسرائيل إلى الأرض المقدسة اليوم بظلم وخُبث يفوقان أي وقت سابق،وهكذا فإنه يجب ان يكون من الواضح جدا ً لأولئك الذين يستطيعون إدراك وتمييز الظلم والخبث، بأن العقوبة الجزائية الإلهية التي وعد بها القرآن هي كذلك أمر سيحدث بكل تأكيد.