الاستجابة الإسلامية لوباء إنفلونزا الخنازير

الاستجابة الإسلامية لوباء إنفلونزا الخنازير – عمران حسين

مقالات – علامات اليوم الآخر (آخر الزمان)


الثلاثاء 21 رجب 1430 هــ

الثلاثاء 14 يوليو 2009 م

في جزيرة من جزر الكاريبي مثل بلدي ترينيداد الموهوب بالتنوع الاجتماعي وتعدد المنابت، البلد الذي يحتفي بذلك التنوع بإعلان هذا الشعار الديمقراطي :” هنا يحصل كل عرق وعقيدة على مكانة متساوية مع الآخرين”. نحن المسلمون نشعر بالامتنان لأنه ما يزال بإمكاننا على الأقل التمتع بذلك القدر من الحرية التي تمكننا من شراء مساحة في الجريدة لنشر وجهة النظر الإسلامية حول موضوع هام للغاية كموضوع “وباء إنفلونزا الخنازير”

ويبدو أن شراء المساحة في الجريدة هو الخيار الوحيد المتبقي أمامنا للتمكن من نشر وجهة نظر إسلامية أصيلة (موثوق بها) عبرما يسمى بالإعلام المطبوع لــ”العالم الحرّ”

في يوم 11 يونيو 2009 رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار للوباء العالمي إلى الدرجة السادسة استجابةً للانتشار الحاصل حالياً لفايروس الإنفلونزا المشهور بـ” إنفلونزا الخنازير”

إن دلالة المستوى السادس، بحسب منظمة الصحة العالمية، هي وجود وباء عالمي على الطريق. يحدث الوباء عندما يصيب فايروس معدٍ الناس (وقد يتضمن ذلك إصابة الحيوانات) على مستوى بلد كامل أو إقليم أو حتى على مستوى العالم أجمع

الرسول محمد، الأوبئة والمسيح الدجال

لقد أعطانا الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- إرشادات دقيقة عن كيفية الاستجابة للأوبئة والأمراض المعدية، وهذه المقالة تذكر القراء بتلك الإرشادات.إن كلمة (الطاعون) العربية التي استخدمها الرسول في حديثه يتم ترجمتها على الأرجح إلى الوباء\ الآفة الصحية، وذلك يتضمن مرض الطاعون

كما تلفت هذه المقالة الانتباه إلى نبوءته التي ربطت بين المسيح الدجال وحدوث الأوبئة والأمراض المتفشية

على القراء أن يعلموا أن الإسلام يُعرّف المسيح الدجال بأنه شخص فائق الشر، يحمل شهادة دكتوراة في الخداع والتضليل، يسعى لانتحال شخصية المسيح الحق عيسى ابن مريم – عليه السلام- وتحقيقاً لتلك المساعي فإنه يقوم الآن بتأسيس حكمه الشرير للسيطرة على البشرية بدكتاتورية سياسية واقتصادية ومالية عالمية، وهو الآن على وشك النجاح في تحقيق هدفه الأخير في حكم العالم من القدس

في اليوم الذي سوف يقوم فيه الدجال بالمناداة بنفسه على أنه المسيح من القدس، في ذلك اليوم وليس في أي يوم قبله، سوف يعود المسيح الحق عيسى ابن مريم للقضاء على المسيح الدجال والقضاء كذلك على أولئك الذين يدعمون دكتاتوريته الظالمة الشريرة، وسيقوم بإرساله معهم إلى مزبلة التاريخ

لقد شهد العالم مثالاً مشؤوماً على العلاقة بين الدجال والأوبئة والآفات الصحية، وذلك إبان حدوث هجمات الجمرة الخبيثة، التي حدثت بعد شهر واحد من هجمات 11 من سبتمبر على أمريكا

لقد خلقوا ظروفاً محاطة بالهلع لترويع الناس، وفي خلال ذلك قاموا بتطوير الأهداف الاستراتيجية التي يسعى إليها أولئك الذين خططوا ونفذوا لتلك الأعمال الإرهابية في 11 من سبتمبر. إن غايتهم القصوى من شن الحرب البيولوجية وكل أشكال الحرب الأخرى، هو إنشاء وإرساء نظام عالمي يهودي، وهو نظام شرير وشيطاني يريدون عبره حكم العالم أجمع من القدس

إن النظام العالمي اليهودي سوف يتوج نهاية المراحل الثلاثة للمخطط الشرير للدجال، والتي بدات بسيطرة النظام العالمي البريطاني الشرير على العالم، حيث تم استبدالها أخيراً بالنظام العالمي الشرير الحالي الذي تسيطر فيه أمريكا على العالم

شيئٌ ما لم يجري على ما يُرام عندما تم اكتشاف الأدلة المحرجة التي كانت تشير بالاتهامات في قضية الجمرة الخبيثة. لقد كانت تلك الأدلة مصدر إحراج لإنه لم يكن من الممكن تقديمها للعالم على أنها تشير إلى العرب/ المسلمين

لقد قاد الكشف عن تلك الأدلة، بعد سبع سنوات، للمشتبه به الرئيسي في القضية الدكتور بروس آيفينس، عالم الأحياء الدقيقة وعالم المطاعيم، وأحد كبار الباحثين في مجال الدفاع البيولوجي في معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الامريكي في مدينة فورت ديتريك –ولاية ميري لاند الأمريكية. حيث زعموا بأنه قد أقدم على الانتحار (ربما بنفس الطريقة الملائمة لهم، حيث زعموا كذلك بأن مفتش الأسلحة (المبعوث للعراق) البريطاني د.ديفيد كيلي قد أقدم على الانتحار وقتل نفسه)

إن القادرين على تمييز الاكاذيب والخداع لن يتفاجئوا عندما تتحدث الأرض لتبلغ بأن أولئك الأشخاص قد تم اغتيالهم من اجل إخفاء أدلة أخرى أكثر أهمية

قال تعالى في سورة الزمر :” يومئذٍ تحدث أخبارها” الآية رقم 4

لقد حدث الانتحار المزعوم للدكتور آيفينس في اللحظة التي كان فيها مكتب التحقيقات الفدرالية (إف بي آي) على وشك التقدم بتهم رسمية ضده لارتباطه الإجرامي المزعوم بهجمات الجمرة الخبيثة عام 2001

ونتيجة لحدوث ذلك الانتحار المزعوم (المريح للبعض) فقد تم تجنيب أنصار الدجال من محاكمة عامة خطيرة للغاية كان من المحتمل حدوثها

الموت بالأوبئة والشهادة

لقد بلغنا الرسول أمراً، ولا يقوم بمهمة البلاغ إلا رسولٌ حق، قال لنا بأن من يموت بسبب الطاعون يعتبر شهيداً، كما في الحديث في صحيح البخاري: ” الطاعون شهادة لكل مسلم”. ويُعرّف المسلم هنا بأي شخص يعلن إيمانه بالرب الواحد القدير، رب أبينا إبراهيم عليه السلام، الرب الذي خلق الذكر والأنثى، ولكنه لا يشبه الذكر ولا الأنثى. إن أي أحد يعبد رجلاً (أو امرأة) أو رباً ظهر على شكل رجل (أو امرأة)، سوف يكون مذنباً بتهمة كفران الله تعالى، وما لم يسارع/ تسارع بالتوبة إلى الله فسوف يدفعون الثمن غالياً يوم الحساب بسبب ذلك الكفر بالله

ونتيجة لإعلان الرسول عليه السلام وتأكيده على أن من يموت بالطاعون من المؤمنين بالله تعالى سوف ينال أجر الشهداء، فقد تمكن عليه السلام من إعطاء أوامر معينة للمسلمين، أوامر قد تثير غيرة حكومات عصرنا الحالي، قال رسول الله :” إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها”. صحيح بخاري

من الواضح جداً أن طاعة أمر الرسول سوف تحجر الوباء (تبقيه محصوراً في مكان واحد) وفي النهاية النجاح في احتوائه ومنع انتشاره للمناطق الأخرى

إن حدث وأصاب وباء انفلونزا الخنازير منطقتي لافنتيل أو ويست مورينغز في ترينيداد مثلاً، وحدث أن مات المواطنون بأعداد كبيرة، فلن تتمكن أي حكومة علمانية من أن تمنع حدوث هجرة جماعية من المناطق المنكوبة ولن تتمكن من إقناع الناس الذين يشعرون بالهلع بعدم الهروب إلى المناطق الأخرى البعيدة مثل سيدروس وآيكاكوس وغيرها

ومن جهة أخرى فسوف نتوقع من المسلمين، الذين يطيعون أوامر الرسول، بأن يقدموا نموذجاً يحتذى به ببقائهم في مناطقهم المنكوبة، وكما أنه من المأمول منهم أن يقوموا برعاية المواطنين الآخرين المصابين بالوباء (بدلاً من احتقارهم ونبذهم) مدركين حقيقة أنهم بقيامهم برعاية المنكوبين فإنهم قد يحظون بالموت كشهداء

إننا في هذا السياق نستطيع أن نفهم حديث الرسول عليه السلام عن الأوبئة، حيث أخبرنا أن الأوبئة والأمراض المعدية قد تكون عقاباً من الله تعالى يرسله على من يشاء، وجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين، لأنه إن بقي المؤمن في مكانه في فترة الوباء صابراً محتسباً الاجر عند الله، ومؤمناً بأنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له، ومات، فإنه سيكون شهيداً

كما جاء في صحيح البخاري، أن الرسول –صلى الله عليه وسلم – قال عن الطاعون : ” … كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء، فجعله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً يعلم أنه لن يصيبه إلا ماكتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد .”

قد يرغب قراؤنا بإسقاط هذا المفهوم على مرض الإيدز، وهو وباء وآفة تبدو بأنها عقاب إلهي مُحكم أنزله الله بأؤلئك الذين يستحقون ذلك العذاب

من جهة أخرى فإنّ من يموتون بالإيدز وهم متمسكون بإيمانهم الراسخ بالله تعالى، وبريئون من انتهاك حرمات الله بارتكاب الفواحش الجنسية، فسوف يمنحهم الله تعالى أجر الشهداء

الأوبئة كإحدى علامات آخر الزمان

لقد تنبأ الرسول كذلك بأن انتشار الأوبئة سيكون من علامات آخر الزمان ، قال عليه الصلاة والسلام: ” اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم(معنى ذلك الاوبئة)، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مئة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته….” صحيح البخاري

عند ربط هذه النبوءة مع غيرها فإنها تشير بكل وضوح إلى أن الدجال سيقوم بشن حروب بيولوجية على شكل أوبئة قد تؤدي لتقليص التعداد السكاني للعرب في فلسطين وحولها، وذلك بدوره سوف يسهل عليه مساعيه لحكم العالم من القدس

وأخيراً فإن الرسول عليه السلام قد تنبأ بأن المدينة المنورة :” .. لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ..” صحيح البخاري

عندما نرى تحقق هذه النبوءة فسوف يحتاج الأمر إلى أكثر من مجرد اهتمام عابر بالموضوع إذا وعندما تُصاب مكة بأحد الأوبئة

سوف يحمل الملايين الذين يأتون سنوياً للحج إلى مكة معهم أحد الأوبئة بالتأكيد، ولكن معظم الحجاج يزورون المدينة فكيف سوف ستنجو المدينة من الوباء؟

الوقاية من أوبئة الدجال

سوف يكون من المهم للقراء بالتأكيد أن يعرفوا الخطوات التي يتوجب عليهم اللجوء إليها لوقاية أنفسهم من الحرب البيولوجية للدجال على هيئة الأوبئة

القرآن الكريم يدلّل على نفسه بأن الله قد أودع فيه القدرة على الشفاء، قال تعالى: ” وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا” سورة الإسراء، الآية 82

وأنا أفترض بأن “قدرة القرآن على الشفاء” تتضمن كذلك “الوقاية من المرض”، لقد أوصى الرسول المسلمين بتلاوة الآيات العشر الأولى من سورة الكهف، من القرآن الكريم المبارك، للعصمة من فتنة الدجال

وحتى يكون لتلك التلاوة النتيجة المرجوة فعلى المؤمن بدايةً أن يقوم بتأسيس علاقات وثيقة بينه وبين القرآن حتى تجلب له تلاوته الاستجابة الإيجابية التي يرغب بها

ولقد حذرنا القرآن ذاته من زمن سيصبح فيه مهجوراً ومُهملاً، وإن أول علامات الهجران هي التخلي عن عادة تلاوة القرآن الكريم بالعربية من الغلاف للغلاف (من الجلدة للجلدة)، على الأقل مرة واحدة في الشهر

وحتى لو كان المسلمون يداومون على قراءة القرآن فإنه من الصعب أن تؤتي التلاوة النتيجة المرجوة ما لم يكون لديهم ارتباط عاطفي وروحي مع كتاب الله المبارك القرآن الكريم

ولذلك السبب فقد أمرنا القرآن الكريم بأن نقوم بتلاوته بتأنٍ وتجويد وترتيل بصوت جميل، قال تعالى في سورة المزمل : ” … ورتل القرآن ترتيلاً” الآية رقم 4

(وليس بسرعة 95 ميل في الساعة خلال صلوات الليل في رمضان والتي يقوم بها محترفون بالسرعة لا يقدرون على التلاوة إلا بتلك السرعة الآثمة جداً)

نختتم هذه المقالة بتذكير من يقرؤون القرآن بانتظام بأن تلاوة الآيات العشر الأولى من سورة الكهف تستطيع أن تمنحهم الوقاية من وباء إنفلونزا الخنازير، والأوبئة الأخرى المشابهة بأذن الله. وقد تصبح هذه المعلومات ذات أهمية مصيرية في الأيام القادمة

قام أحد طلابي الاعزاء بإرسال تعليقه لي حول هذه المقالة

السلام عليكم، شكراً على هذه المقالة الجيدة. لو سمحت لي بإضافة. أود إخباركم بأن الظروف القاسية والاكتظاظ الشديد في ما يعرف بمزارع المصانع ،التي تم إنشاؤها لجني المزيد من الأرباح وليس من أجل إطعام العالم، قد لعبت دوراً كبيراً في بداية انتشار المرض. حيث أن الحيوانات تعيش في ظروف مزرية لدرجة أنهم يحتاجون لأخذ المضادات الحيوية بشكل منتظم في الاعلاف وذلك يؤدي لحدوث المقاومة ضد المضادات الحيوية (ضعف المناعة)، كما أن ظروف الاكتظاظ تجعل تخطي الفايروسات لحاجز الأجناس (بين الحيوانات والبشر) امراً سهلاً، والدليل على ذلك ظهور فايروس إنفلونزا الطيور. كما أن انعدام العناية الملائمة وانعدام المعاملة الحسنة للحيوانات يلعب دوراً مهماً في هذا الموضوع

أيوب بندركر/ كايب تاون